“لا توجد في العالم حرب شريفة غير تلك التي تدافع فيها عن بيتك أو عن أهلك أو عن أرضك ، وكل حرب غيرها فهي قتل جبان !”
“أعرف أنك منذ مدة كففت عن أن تقرأ ماكبث أو غيرها. لم تعد تقرأ غير الكتب التي تثبت لك أنك علي حق وأن كل الآخرين علي خطأ. ولكن احذر يا خالد!.. احذر لأن كل الشرور التي عرفتها في الدنيا خرجت من هذا الكهف المعتم. تبدأ فكرة وتنتهي شرا: أنا علي حق ورأيي هو الأفضل. أنا الأفضل إذن فالآخرون علي ضلال. أنا الأفضل لأني شعب الله المختار والآخرون أغيار. الأفضل لأني من أبناء الرب المغفورة خطاياهم والآخرون هراطقة. الأفضل لأني شيعي والآخرون سنة أو لأني سني والآخرون شيعة. الأفضل لأني أبيض والآخرون ملونون أو لأني تقدمي والآخرون رجعيون. وهكذا إلي ما لا نهاية. انظر يا خالد إلي ما يدور في الدنيا الآن. انظر إلي تلك الحرب التي لاتريد أن تنتهي بين العراق وإيران وكل طرف فيها علي حق ومفاتيح الجنة تُوزع دون حساب والدم ينزف دون حساب. انظر إلي تلك المجزرة في لبنان وشعب الله المختار يستأصل شعبا غير مختار ويقول قائد جيشه "العربي الجيد هو العربي الميت"!.. كل ذلك القتل لأن القاتل دائما هو الأفضل، هو الأرقي، وعجلة المجازر تدور طوال الوقت لتستأصل الآخرين، الأغيار، أعداء الرب، أعداء العقيدة الصحيحة، أعداء الجنس الأبيض، أعداء التقدم.. الأعداء دائما وإلي ما لا نهاية. مع أنه لا توجد في العالم حرب شريفة غير تلك التي تدافع فيها عن بيتك أو عن أهلك أو عن أرضك وكل حرب غيرها فهي قتل جبان”
“دافع عن نفسه دفاعآ بليغآ ، لكي ينفي عن نفسه التهمة، لكن بلاغته هي التي أكدت شكوكي ، فالحقيقة بسيطة لا تحتاج إلي زخرفة في الكلام”
“أين ضاعت النخوة التي تجعل الإنسان ينتفض لنجدة أخيه ؟ -دعك من الإنسان - النخوة التي تجعل ذئاب الغابة تجتمع لتدافع عن نفسها ضد نمر أو أسد ... هل نحن أسوأ من الذئاب و الوحوش ؟! ...”
“و لم لا أنزل الآن في جوف النهر. أرقب من قلب الماء بطون ذلك البجع الأبيض الرجراجة و أصلى أن يحملني التيار بعيدا جدا. بعيدا عن البجع و عن البط و عن الاشجار و الجبال و عن البشر بعيدا إلى فجوة مدفونة وسط الصخور أندس فيها و أزوى ثم تغمرني الطحالب و النباتات و القواقع و الاسماك و تخفيني إلى الأبد؟لو أني فقط أتلاشى !”
“أرجوك لا تسألني اليوم عن الحزن، سيأتي في موعده، فدعنا علي الأقل ننساه في هذه اللحظة.”
“الثقافة بمعناها العام هي خلاصة المعارف المتوارثة والمكتسبة في أي مجتمع من المجتمعات، وتتمثل هذه الخلاصة في مجموعة من (القيم) هي التي تحدد أنماط السلوك في المجتمع.وهكذا فإننا عندما نتحدث عن الثقافة هنا لا نقصر الحديث على الآداب أو الفنون كما هو الشائع وإنما نتجه إلي المنبع، أى منبع القيم التى تتمثل في الآداب والفنون كما تتمثل في نظم التعليم والعلاقات الإجتماعية ونظم الحكم.”