“ولنا أن نقول أن العلم نوعان: علم الدين الذي يمثل تعاليم الأنبياء ، وعلم الدنيا الذي يمثل ترف السلاطين. يقول النبي محمد: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) ومعنى هذا أن حملة علوم الدين هم أنبياء ثائرون. ولكن الكهان يحوِّلون علوم الدين إلى علوم ترفيه يتلذذ بها السلاطين. ولهذا نجد النزاع بين الأنبياء و المترفين يتمثل أحيانا في صورة فكرية تكون العقائد فيها بمثابة السيوف التي يتصارع بها الخصوم”
“إن علوم الحياة مساوية لعلوم الآخرة في خدمة الدين وتجلية حقائقه ، غاية ما هنالك أن علوم الطبيعة تحتاج إلى دراسة أطول ، أما العلم بالدين فميسور لمن أخلص له أياما معدودات”
“يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين.وهذا الرأي ينطبق على الدين المتسأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة”
“إن علوم الطبيعة هي العلوم الصغيرة,أما الدين فهو العلم الكبير الذي يشتمل في باطنه على كل العلوم.”
“* والغريب أن وعاظ السلاطين يذمون كل فتنة تقوم في وجه السلطان ، فإذا نجحت تلك الفتنة واستتب لها الأمر أخيرا أخذ الواعظون يطلبون من الناس إطاعة السلطان الجديد وينسون بذلك طاعة وليِّ أمرهم السابق الذي ذهب مع الريح .* إن وعاظ السلاطين كادوا يجمعون على أن النهي عن المنكر واجب عند القدرة عليه . أما إذا أدى إلى الضرر بالمال أو البدن أو السمعة وغيرها فهو محظور منهي عنه . يقولون هذا في عين الوقت الذي يقولون فيه بوجوب الجهاد في سبيل الله . ومعنى هذا أن الدين أصبح عندهم بمثابة طاعة السلطان في سلمه وحربه ، ولا يهمهم بعد ذلك أن يكون السلطان ظالما أو عادلا .”
“يقول نيتشه: "الدين ثورة العبيد". ويقول ماركس: "الدين أفيون الشعوب". وفي الحقيقة إنّ الدين ثورة وأفيون في آن واحد. فهو عند المترفين أفيون وعند الأنبياء ثورة. وكل دين يبدأ على يد النبي ثورة ثم يستحوذ المترفون عليه بعد ذلك فيحولونه إلى أفيون. وعندئذ يظهر نبي جديد فيعيدها شعواء مرة أخرى.”