“ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻧﻔﺮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ٬ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱاﻟﻰ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ٬ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺃﺧﺬﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ...!!ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻨﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﻜﻮﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﺩﺍء ﻭﺍﺟﺐ٬ ﺃﻭ ﺍﻧﺰﻻﻗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﻣﺤﺮﻡ. ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻣﻨﻜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﻳﺴﺘﺒﺸﻊ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﺘﻬﻢ ٬ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻬﻢ ٬ ﻓﺄﻥ ﻫﻢ ﺍﻗﺘﺮﻓﻮﻩ ﻓﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﺎﺏ ﺁﺧﺮ ٬ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻐﻠﻆ ﻋﻨﻴﻒ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﺍﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﻘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍء ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻨﺎ ﻗﺒﻠﻬﻢ ؟ ﻓﻴﻘﺎﻝ : ` ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ` !! ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﻗﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎء ﺃﻭ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺗﻤﺲ ﺳﻴﺮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ٬ ﻭﻛﻠﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ... ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻧﺼﺎﺏ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﺍﻧﻴﺔ. ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻮﻗﻔﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺟﺎﺋﺮﺓ٬ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﻴﺌﻮﺱ ﻣﻨﻬﺎ٬ ﻛﺄﻥ ﻟﻸﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ٬ ﻭﻳﺒﻄﻞ ﻭﺭﺍءﻫﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻔﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻰ ﺃﻭ ﻫﻰ ﻗﺪ ﺧﻔﻴﺖ. ﻭﻣﺎ ﺧﻔﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﺤﻖ. ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺣﺪﺍ ﻃﻤﺲ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﷲ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ٬ ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻣﺤﻤﺪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻳﻌﻤﻖ ﻣﺠﺮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻃﻤﺮﺗﻪ ﺍﻷﻫﻮﺍء: ”ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺪ ﺟﺎءﻛﻢ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻜﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺨﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ“. ”ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﻠﻌﻨﻬﻢ ﺍﷲ ﻭﻳﻠﻌﻨﻬﻢ ﺍﻟﻼﻋﻨﻮﻥ“. كيف نفهم الاسلام”