“إن الدواب إذا وجدت أقواتها التهمتها، ما تعى شيئا غير هذا، وإذا فقدتها أحست لذع الجوع، ما تعى شيئا غير هذا، وإذا استمتعت بالعافية جرت ووثبت، وإذا قيدها المرض استكانت وهمدت، ما تعى شيئا غير هذا......إنها لا تعرف صبرا على بأساء، ولا شكرا على نعماء...وكذلك يريد الشيطان من أبناء آدم أن يعيشوا على هذا النمط المنحط، لا ذكر، ولا شكر.”
“وكلما كانت سيطرة الجهل على المجتمع أشد كان خوف العقل الجمعي من شذوذ العقل الفردي عنه أكبر وأعضم ؛ ولهذا نجد أن كثيرا من الناس عندنا لا يرتاحون للجديد , ولا يحبون من أحد أن يجرب , أو يحاول شيئا غير مألوف , وإذا حاول أحدهم ذلك انتظروا إخفاقه حتى يقدموا له النصيحة بعدم التكرار , وكل هذا من أجل استمرار التشابه وبقاء كل شيء على حاله !”
“إن كان هذا الرجل كاذباً فموته حلال لا غبار عليه، بل نُثاب عليه جميعاً وإن كان صادقاً وكان قتله ظلماً وكنتم تخافون عذاب الله فاعلموا أني حسبت لذلك حساباً طويلاً .. هب قتله جريمة كبرى يعاقب عليها الله فنحن في منجاة من هذا العقاب، إنني أعلم ما سيُفعل بالحديد ولكني لا أصنعه بل أبيعه وأشتريه .. والله لا يعاقب على البيع والشراء ،فليس ذلك في التوراة .. وأنت تصنع الحديد ولا شأن لك بما سيُعمل به ما دمت لا تعلم عنه شيئا .. ثم إني لن أمسه بيدي .. سأرسله للرومان مع طفل لا يدري شيئا ولا يُعاقب على ما يعمل ..أفهمت؟؟ إن أكبر الجرائم إذا وُزعت على عدد من الناس أصبح من المستحيل أن يعاقب الله أحداً من مرتكبيها فنحن نُحاجه بالتوراة وهو لا يجوز أن يخالف ما جاء بكتابه”
“ما الذي يجعل فرحك يعتمد على المحاولة لا التجلي ؟الأنك تعرف ان هناك شيئا غير مكتمل في المشهد كله ؟ شيئا ناقصا في الوعد؟ومتى تحقق الوعد؟ألأنك مثقل ؟ أم لأنك لم تألف الألفة بعد ؟”
“ثانية واحدة للموت تبدو شيئا تافها ولكن الوقت لا يُقاس على هذا النحو”
“إن المبدأ أشبه بالنظارة إذا وضعناها على أعيننا فإن كل شيء يتلوّن بلونها فصاحب المبدأ له طريقته الخاصة في الرؤية والإدراك والتقويم ،إنه حين يرى الناس يتسابقون على الاستحواذ على منصب يستغرب من ذلك ويترفع لأن مبدأه يقول له شيئا آخر غير ما تقوله الغرائز للآخرين وإذا رأى الناس يخبطون في المال الحرام تقززت نفسه لأنه يعلم ضخامة العقوبة التي تنتظر أولئك وإذا أصيب بمصيبة فإنه يتجلد ويصبر لأنه يرجو عليها المثوبة من الله تعالى”