“يذكر النهر بالصبر، إنه يظل صبوراً هادئاً. يمضي في طريقه، أحياناً كسيراً حزيناً، وأحياناً قوياً متيناً، لكنه يمضي على كل حال؛ مثل الحياة.”
“كل نقطة في النهر تمضي إلى غير رجعه ، مثل الزمن يتفلّت من بين أصابعك ، ولا يعود أبداً.. أبداً.. !”
“من كل الأصوات في العالم فإن صوت بكاء رجل يظل هو الأكثر قدرة على الإجفال والتأثير”
“ياصديقي، تمضي الأيام ونتصور أحياناً أننا نحسن صنعاً، التفاصيل تحيط بنا وتغلف رؤانا وبصيرتنا، تجعلنا لانرى أبعد منها، تحجز عنا كل ما سواها، تحاصرنا من كل الجهات مثل صندوق مغلق مفرغ من الهواء. وفي ذلك السباق الرهيب الممتد من المهد إلى اللحد يظل هذا الصندوق المغلق يحيط برؤسنا و بوعينا وبأبصارنا وببصائرنا، لا شي سواه يشكل أفقنا . وفوق كل هذا نتصور أو يتصور البعض منا على الأقل أننا نحسن صنعاً.”
“إنه عالم جديد فعلاً, لكنه ليس حلماً من أحلام الحالمين ولا وهماً من أوهام الواهمين ..إنه عالم جديد "ممكن" وهو ممكن بالذات لأنك يمكن أن تبنيه .. أن تساهم في صنعه وتشييده .. وأنت بما تملكه من كتاب أحق من غيرك بالمناداة به .. إنه ممكن .. لو آمنت بنفسك, وبدورك, لو آمنت أن دورك في هذا العالم أبعد ما يكون عن تلك القصة الصغيرة التي زججت بنفسك فيها, بل هو جزء من قصة كبيرة هي محور الخلق كله ..إنه عالم جديد "ممكن" .. لكنه مشروط بقبولك لدورك في الحياة ..”
“لا أزال أؤمن بأن الأفكار عندما (تتغير) فإنها (قد) تؤدي إلى تغيير السلوك. التقليل هنا لأن ذلك ،للأسف، ليس حتمياً. وأحياناً يحدث تغيير في الأفكار، دون أن يرافقه تغيير موافق في السلوك على الإطلاق مما ينتج تلك الهوة المعروفة بين الفكر والسلوك، التي قد تصل إلى حد النفاق أحياناً..”
“عندما تصير (اللذة) مبدءاً أساسياً في الحياة، وعندما تفسر كل الدوافع، وكل الحوافز، وكل الأفعال، بناء على اللذة والمتعة الحسية بالتحديد.. فالأمر يخرج عن الطبيعي.. إلى ما هو (غير طبيعي)..وعندما يتحول الأمر من الأفراد (المتفلتين) من عقال سيطرتهم على شهواتهم، ليصير سلوكاً اجتماعياً محبباً ونمطاً من الحياة يلاقي الترويج والتشجيع، فإن الأمر مختلف.. كل الحضارات، على اختلاف هوياتها ومنظومات قيمها، تواجه انهياراً أخلاقياً في أواخر أيامها، تعاني من التفسخ والفساد والترف كونه جزءاً من دورة حياتها الحضارية (...) لكن الفرق بين ما نراه اليوم في الفردوس المستعار، وما كان ظاهرة عامة هو أن التحلل الأخلاقي كان مصاحباً لانهيار الحضارات، أي أنه كان عرضاً متأخراً لسرطان مدمر في مراحله المتقدمة.أما في حضارة الفردوس المستعار، فالتحلل لا علاقة له بانهيار الحضارة، إنه جزء من الحضارة نفسها بالمفهوم الأمريكي، إنه نوع من نمط الحياة. (...)هذه المرة، هذا التحلل هو هدف مستقل بحد ذاته، إنه ليس ناتجاً ثانوياً، بل هو شعار الحياة نفسها: المتعة واللذة، والاستمتاع بالحواس وإرضاؤها إلى أقصى حد متخيل .. الآن وهنا ..”