“يا للشّقيّ القلب كم سامه توهّم النّعمة ما لا يطيق يريد أن يقنع أوهامهبأنه ذاك الخليّ الطّليق”
“حنانك اللّهم لا تغضب أنت الجميل الصّفح جمّ الحنان ما كنت في شكواي بالمذنبو منك يا ربّ أخذت الأمان ما أنا بالزّاري و لا الحاقدلكنّني الشّاكي شقاء البشر أفنيت عمري في الأسى الخالدفجئت أستوحيك لطف القدر”
“لا تفزعي يا أرض ، لا تفرقيمن شبح تحت الدجى عابرما هو إلا آدمي شقيسموه بين الناس بالشاعر”
“عاشق الزّهر يا ليت لي كالفراش أجنحةأهفو بها في الفضاء هيمانا أدفّ للنور في مشارقه و أغتدي من سناه نشوانا و أرشف القطر من بواكره فلا أرود الضّفاف ظمآنا و لثم النّور في سنابله مصفقا للنّسيم جذلانا حتّى إذا ما المساء ظلّلني سريت بين الورود سهرانا أشرب أنفاسها و قد خفقتصدورها للرّبيع تحنانا يتحل بالفجر فوق جنّتهايموج فيه الغمام ألوانا و بالعصافير في ملاحنها تهزّ قلب الصّباح إرنانا لو يعلم الزّهر سرّ عاشقه أفراد لي من هواه بستانا فلا تراني العيون مقتحما سياجه أو تحسّ لي شانا إذا لغرّدت في خمائله و صغت فيه الحياة ألحانا لكنّه شاء الخلق مبتدع من فنّه العبقري فنّانا أراده شاعرا فدلّهه و سامه جفوة و هجرانا فليحمني الحسن زهر جنّته و ليقضي العمر عنه حرمانا ما كنت لولاه طائرا غرّدا و لو جهلت الغناء ما كانا !”
“امرأةأقبلت أم أمعنت في الإعراض إنّي بحبّك يا جميلة راضي و الله ما أعرضت بل جنّبتني شطط الهوى و سموت عن أغراضي ألقاك لست أرام إلاّ فتنة علوية الإشراق و الإيماض كم رحت أغمض ناظري من دونها فأراه لا يقوى على الإغماض و ذهبت ألتمس السلوّ و أطلقت نفسي زمام جوادها الركّاض يجتاز نار مفازة مشبوبة و يخوض برد جداول و رياض ولقيت غيرك غير أنّ حشاشتي لم تلق غير الوقد و الإرماض و اعتضت باللّذّات عنك فلم تجد روحي كلذّة حلمك المعتاض و أطلعت ثمّ عصيت، ثم وجدتني بيديك لا عن ذلّة و تغاضي لكن لأنّك إن خطرت تمثّلت دنياك تسعى لي بأروع ماضي !”
“الملاح التائه أيّها الملاح قم و اطو الشّراعا لم نطوي لجّة اللّيل سراعا جدّف الآن بنا في هينة و جهة الشّاطئ سيرا و اتّباعا فغدا يا صاحبي تأخذنا موجة الأيّام قذفا و اندفاعا عبثا تقفو خطا الماضي الذي خلت أنّ البحر واراه ابتلاعا لم يكن غير أويقات هوى وقفت عن دورة الدّهر انقطاعا فتمهّل تسعد الرّوح بما وهمت أو تطرب النّفس سماعا ودع اللّيلة تمضي إنّها لم تكن أوّل ما ولّى وضاعا سوف يبدو الفجر في آثارها ثمّ يمضي في دواليك تباعا هذه الأرض انتشت ممّا بها فغّفت تحلم بالخلد خداعا قد طواها اللّيل حتى أوشكت من عميق الصّمت فيه أن تراعا إنه الصّمت الذي في طيّه أسفر المجهول و المستور ذاعا سمعت فيه هتاف المنتهى من وراء الغيب يقريها الوداعا أيّها الأحياء غنّوا و اطربوا و انهبوا من غفلات الدّهر ساعا آه ما أروعها من ليلة فاض في أرجائها السّحر و شاعا نفخ الحبّ بها من روحه و رمى عن سرّها الخافي القناعا و جلا من صور الحسن لنا عبقريّا لبق الفنّ صناعا نفحات رقص البحر لها و هفا النّجم خفوقا و التماعا و سرى من جانب الأرض صدى حرّك العشب حنانا و اليراعا بعث الأحلام من هجتها كسرايا الطّير نفّرن ارتياعا قمن بالشّاطئ من وادي الهوى بنشيد الحبّ يهتفن ابتداعا أيّها الهاجر عزّ الملتقى وأذبت القلب صدّا و امتناعا أدرك التائه في بحر الهوى قبل أن يقتله الموج صراعا وارع في الدّنيا طريدا شاردا عنه ضاقت رقعة الأرض اتّساعا ضلّ في اللّيل سراه ، و مضى لا يرى في أفق منه شعاعا يجتوي اللاّفح من حرقته و عذاب يشعل الرّوح التياعا و الأسى الخالد من ماض عفا و الهوى الثّائر في قلب تداعى فاجعل البحر أمانا حوله و املأ السّهل سلاما و اليفاعا و امسح الآن على آلامه بيد الرّفق التي تمحو الدّماعا و قد الفلك إلى برّ الرّضى و انشر الحبّ على الفلك شراعا”
“يا أيها الغادون و الرائحونفس شعب الأرض و ليل الهمومتمسون أشتاتاً كما تصبحونو الشمس حيري فوقكم و النجوم!****فابتهلي لله و استغفريو كفري عنك بنار الألمو قدمي التوبة و استمطريبين يديه عبرات الندم”