“الواقع في تركيباته المختلفة , لا يخضع للمنطق ولا للترابط أو التداعي الحتمي , ولابد حتى نفهمه على نحو جيد من سعة الأفق والمرونة والتسامح مع المعايير والمؤشرات ”
“.. والمرونة أقوى من القسوة والجفاف والجمود وتصلب العقول والأبدان. ألم تر للنبات الصغير المرن يلتف على الصخور والطبقات القاسية من الأرض ليخرج للحياة وللهواء ولضوء الشمس، ويصنع الثمار والنفع والجمال في الكون. تلك هي مرونة الإسلام في بدئه، حيث لا يتكبر على الواقع ولا يتجاهله ولا يعتسف المواقف، ولكنه يتعامل معه كما هو ويعترف به، ويسخر كل مؤسساته وقوته لدربه القاصد الجديد”
“يا من خصني بهذا القلب العاشق الذي يتألم ويضطرب حتى عندما ألمس كتاباً أعرف أن فيه قصة حب وهو مع ذلك يتكبر على كل آلامه ولا يخضع أبداً إلا جواباً على خضوع آخر فكأنه لا يدنيني ممن أحبهم إلا لأعرف ما أكرهه فيهم، وهو من فرط رقته آلة إحساس جامدة لا قلب حي”
“لا يتقبل الانسان الكارثة أو الهزيمة، أو الخطوب أو الفشل كأمر واقع، ولا يستطيع الاعتراف بمسؤوليته المباشرة في ما حلً به. إنه إما أن يهرب من الواقع أو يلقي اللوم على الآخرين، او يستجيب بالعدوان، او يوهم نفسه بأن الأمر عابر”
“الأب لا سلطة له في الجنه على ابنته، ولا حاجة لابنته كي يوافق على زواجها، فهي مستقلة عن خلق الله في عالمها المدهش العظيم،وعلاقتها معه في هذا النعيم علاقة أخوة وحب في الله..الزوج لا قوامة له في الجنة.. الزوج والزوجة في الجنة لا يلتقيان كما في الدنيا على تقاسم المسئوليات، وأعباء المعيشة وتربية الأولاد والعناية بهم والقوامة (المسئولية) وتحمل أخطاء بعضهم مع بعض، الزوجان في الدنيا يقدمان التنازلات من أجل أن تبحر السفينة بسلام,أما الزوجان في الجنة فلا تنغص لقاءاتهما حسابات النفقة والمعيشة، أو شروط عقد الزواج ومسئوليات الأبناء والمنزل والوالدين، ولا تفلت أحد الطرفين من التزاماته، لم تعد المرأة تحمل هم زوج يتسلل إلى غرفتها قبيل الفجر..لا تحمل هم تعلقه بأخرى أو أخريات، أو تقصيره في النفقة أو العطف والرعاية والاهتمام، أو انطفاء مشاعره نحوها واختفاء عباراته الدافئة مع مرور الليالي والأياموالزوج لن يحمل هم انصراف زوجته عنه نحو أبنائه، ولا انصرافها عن الاهتمام بمظهرها وأناقتها مع تقدم سنها، ولن يحمل هم تجعدات وجهها ويديها وجسمها بعد اليوم..”
“إنه لا خلاف بين المسلمين في العمل بما صحت نسبته لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفق أصول الاستدلال التي وضعها الأئمة، وانتهت إليها الأمة...إنما ينشأ الخلاف حول صدق هذه النسبة أو بطلانها... وهو خلاف لابد من حسمه، ولابد من رفض الافتعال أو التكلف فيه..فإذا استجمع الخبر المروي شروط الصحة المقررة بين العلماء فلا معنى لرفضه وإذا وقع خلاف محترم في توفر هذه الشروط أصبح في الأمر سعة، وأمكن وجود وجهات نظر شتى، ولا علاقة للخلاف هنا بكفر ولا إيمان، ولا بطاعة أو عصيان..”