“ولكن من يرفضون يوليو لا يعتبرون ما حدث ثورة،ويسمونه إنقلابا ، أما ضباط يوليو أنفسهم أسموا ما حدث حركة الجيش ، ثم اضيفت لها المباركة . و أذكر أن أول من دعا إلى وصف ما حدث فى يوليو بأنه ثورة كان هو العميد الدكتور طه حسين فى مقال نشره بعد شهور قليلة متسائلا فيه كيف يقوم حدث بعزل ملك البلاد، و يغير وجهها الإقتصادى بإلغاء الإقطاع و توزيع الأرض على الفلاحين ثم يوصف بعد ذلك بأنه مجرد حركة لا ثورة ؟غير اننا نحن الشبان فى حينها لم نكن نشارك طه حسين حماسه ، و كنا نخرج فى مظاهرات الجامعة نهتف بسقوط ( حكم البكباشية ) ، و كنا نواجه قسوة لم نعتدها من قبل فى قمع المظاهرات ، و لم نتصالح كشبان ولم يتصالح الشعب مع يوليو ، ولم نعترف بعبد الناصر زعيما إلا بعد تأميم قناة السويس و العدوان الثلاثى على مصر ، ثبت لنا أنها ثورة بالفعل عندما عمدنا مختارين بالدم و حاربنا حتى انتصرنا باسترداد القناة”