“صار وجهي بقعة من الفوضى وميداناً للخصومات اليائسة ، وأنفي يتربّع في وسطه مثل كرسي قاضٍ هجر المكان منذ قرون *”
“هو الذي لا يحترم في حياته شيئاً أكثر من الورق المرصوص بين دفتين, ويجمع في مكتبه, ومستودع المنزل, وسطحه, آلاف الكتب, مثل الورّاقين القدماء الذين يفيضون أحتراماً للكتب حد الخجل من كتابة أحدها.”
“كانت تساؤلاته أكثر حموضة من رأس الليمون الذي يساعدني على جعل ارتجافات وجهي وتقلصاته تبدو طبيعية، ومبررة، لاسيما وأنا أكذب عليه، كما لم أفعل من قبل.ولكنه كذب الوهلة الأولى، هكذا بررت لنفسي هذا الانتهاك الكبير لحقيقة علاقتي بأبي. كنت أحتاج أن أفهم انا أولاً قبل أن أعيد تنسيق الحكاية بأكملها له، هو الذي لا يحترم في جياته شيئاً أكثر من الورق المرصوص بين دفتين، ويجمع في مكتبه،ومستودع المنزل، وسطحه، آلاف الكتب، مثل الورّاقين القدماء الذين يفيضون احتراماً للكتب حد الخجل من كتابة احدها. كان من المتوقع أن يدهشه الآن، وهو في اسبعين، أن الكتاب الذي لم يكتبه هو قط، كتبه ابنه الوحيد الذثي لم تبد على ملامحه من قبل سيماء الكتابة.”
“ضعيف حد الاعتماد على فرص حضارية مثل المطاعم لتقيلني من عثرات بدائية مثل الجوع”
“وجهي خريطة محرفة فعلاً.رقعة من الجلد رسم عليها قائد مجنون البلاد التي فتح والتاريخ الذي صنع،ثم هطل فوقها المطر!”
“كم يوجعني الشتـاء! ذاكرتي منه موبوءة ومريرة، مثل تواريخ البلاد التعيسة، ليس لأن كل أحزاني حدثت في الشتاء، فلحسن الحظ أن أقداري ليست بهذه الدقة، ولكن الشتاء يملك قدرة وحيدة على بعثها من جديد!، وعلى أن يعيد سرد أخباري مثل راديو الدهر، ويستطيع أن يعيدني صغيرًا جدًا، ويلقيني مرة أخرى في الزاوية المظلمة المغبرة من خزانة الثياب. يستطيع أن يفعل العجائب، هذا الكائن البارد عنده مهمات قهرية أكثر بكثير من مجرد الزمهرير والبرودة !”
“شيء اسمه بكاء ، أو غباء !شيء يتسلل إلى قلوبنا صغيرًا ثم ينتفخ فجأة مثل صدر ضفدع ويضيق به المكان فيتسرّب عبر عيوننا حتى لا ننفجر ليتني أستطيع أن أسدَّ منافذ قلبي أمام هذه الأشياء كلّ يوم يتسلّل منه الكثير إلى قلبي اللاّهث عانيت لسنوات من هذه الثغرة القلبيّة المكشوفة أمام جرثومَة البكاء تعبتُ جداً من كثرة ما أغلقتها كل ليلة كما يغلق الرعَاة أكواخهم ليلة الريح*آمنتُ أنه من الصعوبة على مثلي أن يتّخذ قراراً كهَذاقرارا بألاّ تبكي !كم هي مُحرجة الوعود التي كنت أقطعها أمام شحوبي في المرآة ألاّ أُعَاود العبث بالدموع ليلة أخرى !”