“لقد قال أحد الأمريكيين عن الحرب الفيتنامية: "لقد كسبنا كل المعارك لكننا لم ننتصر". نعم، وكيف كان ينتصر اليانكي والمارينز المدججون بالقاذفات الثقيلة والكاشف الأحمر القاتل للبشر والشجر والقنابل الموجهة بالليزر التي كان أول استخدام لها عام 1972 لتحطيم جسر "هام رونج" أو "فك التنين" الذي عبرنا عليه نهر "ما" جنوبي "هانوي" عندما ذهبنا لزيارة العاصمة الإمبراطورية القديمة. كيف ينتصر هؤلاء المتحركون بالمسطرة على هؤلاء المتحركين بالأسطورة؟ مواجهة محسومة لصالح من يعتقد أن روحه ستخرج لتنتقل إلى أخ آخر: إنسان أو حيوان أو طير، وما الموت إلا ولادة جديدة. بينما الآخر يعتقد ببؤس أنه ميت بموته.”
“لقد كان محظوظاً إذ تدخل القدر، إن واجبه يحتم عليه أن يعيش و أن ينتصر، و الرغبة في الموت عندما يكون للإنسان مثل ليس إلا علامة على الجبن.”
“راقت لي الكلمات التي كان يرددها الحاج محمود لإبنه خالد وهي :لايمكن لأحد أن ينتصر إلى الأبد، لم يحدث أبدا أن ظلت أمه منتصرة إلى الأبد .وما أضافه خالد لكلام والده :لست خائفا من أن ينتصروا مره وننهزم مره أو ننتصر مره وينهزموا مره ، أنا أخاف شيئا واحدا أن ننكسر للأبد ، لأن الذي ينكسر للأبد لا يمكن أن ينهض ثانية ، قل لهم احرصوا على ألا تهزموا أبدا”
“أترين هذه الشريحة؟ حين كنت أضع المربى فوق الزبدة تذكرتُ أخي الصغير.. كان يعتقد دائما أنّ وضع المربى فوق الزبدة هو نوع من قلّة الذوق، فأنت إمّا أن تأكل زبدة أو تأكل مربى و لا يجوز أن تأكلهما معا لأنّك، عند ذاك تكون قد عبّرتَ عن احتقار لكرامة الزبدة أو لكرامة المربى..كان، و أعتقد أنّه ما يزال يعتقد بأن الزبدة نوع من المأكل الذي يحتوي على كل العناصر التي تجعل منه شيئا قائما بذاته لا يجوز الاستهانة به. ”
“لقد ذهبتُ إلى بيت تشيخوف - وهو الذي يُعتبر أكثر الكُتاب الروس هدوءاً ووداعة - ولاحظتُ شيئا غريبا فاتتني ملاحظته في المرات السابقة: إن مكتبه كان يواجه الحائط! وبالتقصي عرفت أنه كان يكتب على ضوء الشموع في مواجهة الحائط، ولعله كان يوفر لروحه المبدعة بذلك مزيداً من العزلة عن عنف العالم الصعب، وهو الذي قال: إنني لم أعرف إلا أن كل لحظات البشرية ظلت ينطبق عليها الوصف إنها لحظات عصيبة.”
“لقد تحول هؤلاء القوم إلى مخلوقات أبعد ما تكون عن البشر.. قشرة مخ لم تعد تؤدى أى دور معهم.. فقط بتحركون للجنس أو للعنف.. الاغتصاب يمنح الشيئين معاً..”