“العالم المتحضر بحق , يعاني من الداخل مخاضا ليلد الثمرة, و نجيء نحن على طريق الحياة عابرين , فنقطف الثمرة من الخارج , دون أن تهتز فى أبداننا خلية , نقطف الثمرة نظما للتعليم و نظما للحكم , و مذاهب و فلسفات و أفكارا و سيارات و طيارات و فنا و أدبا و علما , نقطف الثمرة ثم نتبجح , فإذا قالوا خالقوا الثمرة إنهم يحسون فى حياتهم قلقا لأنها حياة متحولة , زعمنا على أقلام كتابنا - أننا نحن كذلك نحس قلقا مثل قلقهم, لأننا فى تحول مثل تحولهم. هم يتجرعون المر , ونحن هنا نقرأ تركيبة المر كما فصلت عناصرها على ظاهر الزجاجة من الخارج”
“كتاب ياما فى صحف سيارة وطيارة و دوارة ويومية و اسبوعية و موسمية وتبعاً للتساهيل الامنية و الحزبية و المصالحية و المنظرية ... أصحاب اقلام نامت و اقلام قامت و أقلام تدعم مقولات و أقلام تغطى على سياسات ... أقلام فى سلك الخدم و الفوطة الصفراء و مسح الجوخ ، و أقلام متعالية دمها سم مولود فى فمها ملعقة من ذهب ....”
“لا دائم إلا الحركة .هى الألم و السرور .عندما تخضر من جديد الورقة ,عندما تنبت الزهرة ,عندما تنضج الثمرة .تمحى من الذاكرة سفعة البرد و جلجلة الشتاء.”
“ما يزعجنى حقاً، هو رابطة صناع الطغاة، ممن يظن الناس أنهم أصحاب فكر و رأى، و هم لا يملكون إلا موهبة واحدة هى القدرة على تحويل الزعماء و القادة من بشر يمكن مناقشتهم إلى آلهة لا يحسُن التفكير فى نقدهم، فهم معصومون من الخطأ، و مُحصنون -أحياء و أمواتاً- ضد الحساب، و ما علينا نحن الذين ابتلانا الله بأحكامهم، إلا أن (نطبل) لهم و هم أحياء، و نحرق البخور لذكراهم بعد أن ينتقلوا إلى رحاب الله، و ننتقل للتطبيل لخلفائهم، ليتحولوا من بشر يحكمون، إلى آلهة معصومين و بهذا نظل نحن المصريين -بل العرب- عبيد احسانات من يحكموننا و أسرى قداسة من سقونا المر كؤوساً و أباريق!”
“لا أحد يشعر بمعنى التخلف ، قدر ذلك الكائن الذى يطلق عليه " المثقف " .المثقف ، تركيبة غريبة تطمح دائماً الى أن تعيش فى المعانى المطلقة و المجردة للأشياء. أقدامه مغروسة فى طين الواقع ، و عيونه الفاحصة المدربة ، قادرة على اكتشاف أصغر ما فى واقعه من متناقضات مزعجة . احساسه المركب المعقد قادر على تكبير الأخطاء ، و روؤية ما خلفها من معان و دلالات ، الأدهى و الأمر .. أن أغلب أحلام المثقف مرتبطة بفهم الواقع و القدرة على تغييره . وضعه المعلق دائماً بين الحلم و الواقع ، يجعل منه وتراً مشدوداً . وضعه هذا يجعله يعيش اللحظة مرتين .. يذوق المر .. مرتين . و يندر أن يبقى فى فمه طعم لحلاوة.”
“وارحمتاه لكم يا شباب هذا الجيل ... أنتم المخضرمون بين مدرسة الإيمان من طريق النقل، و مدرسة الإدراك من طريق العقل. تلوكون قشوراً من الدين، و قشوراً من الفسلفة، فيقوم فى عقولكم، أن الإيمان و الفلسلفة لا يجتمعان، و أن العقل و الدين لا يأتلفان، و أن الفلسفة سبيل الإلحاد ... و ما هى كذلك يا ولدى، بل هى سبيل للإيمان بالله، من طريق العقل، الذى بُنى عليه الإيمان كله. و لكن الفلسفة يا بنى بحر على خلاف البحور يجد راكبه الخطر و الزيغ فى سواحله و شطاَنه و الأمان و الإيمان فى لُججه و أعماقه ...مولانا الشيخ الموزون لـ حيران الأضعف البنجابى”