“الإنسان مجبول على اختراع رصيد ثقافي له بناء على ثنائية النسب والحسب ويسمية الأصل , ويظل يسند نفسه وذاكرته على هذا المفهوم وابتكر القصائد والحكايات والملاحم لتعزيز هذا البعث الرمزي والتمسك به ومعه يأتي مفهوم التمايز حيث يجنح الإنسان الى تصور خصائصة وسماته الطبيعية والثقافية على انها أفضليات وليست مجرد خصائص فطرية .”
“الدين والأخلاق والإقتصاد والطموح الإنساني كلها اسهمت في تقدم البشرية وتحسين ظروفها , غير أن الغرائز الأولى تظل لتقول لنا إن الحياة من غير عدو ستفقد شرطها الحامي ولأمانها الداخلي وهو ماظللنا نرثه من ماضينا القبائلي والتصارع لذا هو قانون الحياة , وفي هذا المعنى ليس لنا إلا أن نعزز من دور القانون الحامي للحقوق إضافة إلى البحث عن غايات تحقق للإنسان مبتغاه في التنافس والتحصيل , وهذه مسألة ليست سهلة ولن تحل بمجرد الوعظ الأخلاقي”
“في تاريخنا كانت قصة زواج إسماعيل عليه السلام من جرهم هي الانطلاقة الأولى لمفخرة العرب الكبرى, حيث كان تزاوجا حضاريا بين الدين واللغة وبين المجد الروحاني والعرق العربي , وتمت مزاوجة تاريخية بين الحسب والنسب وأكتسب اللغة والأمة بانضوائها تحت مظلة الدين الحنفي التوحيدي, اكتسبت أكبر وأقوى معانيها, وهو الذي تولدت عنه ثلاثية المجد والسلطة والتنافس”
“الثقاقة حولت ماهو معاشي وضروري وقسري الى معنى ثقافي تمنحه رفعة ومجداً وتؤسس عليه سلطة كلية , وكذلك الحال في القصص التى تحدث واقعيا ثم تتحول إلى معنى ثقافي وتكتسب رمزية مفترضة تعطي تفضيلاً لم يكن في الأصل , ومع نشوء القوة والهيمنة في مرحلة من المراحل يجري إكساب الذات المنتصرة قيماً إضافية تلازم سمات القوة والمجد”
“كلما بلغت الأمة مبلغا رمزيا عاليا حسب تصورها لهذا العلو بادرت إلى تحصين رمزيتها بالقوانين وشروط الهجرة والتجنس وضبط كل حالات التداخل والتمازج , حرصا على نقائها الثقافي والمادي.”
“كل ما ترجمت البشرية واقع حياتها في القصص وحكايات وأمثال وأشعار فإنها بهذا تحول وقائع حياتها إلى منظومة مفاهيمية مصطلحية حيث تقوم الحكايات بدور المخزن الذهني الذي يرسم سيرة كل ما يأتي من بعده”