“لماذا البحر الطويل ، والبسيط ، والوافر ، والكامل ، والرجز .. إذا كان بحر النفط هو سيد البحار ؟ ..لماذا الفصاحة ، والبلاغة ، والبديع ، والبيان ، إذا كانت المصفاة التي تكرر النفط .. أهم من القلب الذي يكرر الدم .. ثم ماذا يفعل شاعر مثلي رأسماله الكلمة .. إذا كان الكلام ذاته محجوزاً عليه ، وموضوعاً تحت الحراسة .. اللغة العربية في طريقها إلى الانقراض .. لأنها لا تــُستعمل ..والشفاه العربية في طريقها إلى الضمور .. لأنها لا تهتز .. والأصابع العربية في طريقها إلى الزوال .. لأنها لا تتحرك ..وما دام الكلام ممنوعاً من الكلام ..وما دام الصوت ممنوعاً من أن يكون له صوت ..وما دامت الدمعة لا تجد قناة تصب فيها .. فإننا سائرون حتماً إلى عصر انحطاطنا الثاني .. فعصور الانحطاط لا تجئ إلا عندما تـُمنع أمة من استعمال شفاهها ..”