“- "إذا أردت صنع عالم "ديستوبي" مثالي فعليك بالشرطة أولا, دعهم يرون جزءًا من النعيم الواعد, دع لعاب رجل الأمن المعتد بنفسه يسيل حتى يجف, دعه يشهد أن عالم الانحدار ليس بذلك السوء, هنا يستطيع رجل أمن قبيح وممتلئ أن يظفر بأجمل فتاة وبأبخس سعر, كل القاذورات التي يأبى إظهارها في مجتمعه الذي يزعم التحضر بإمكانه التبجح بها هنا, لكن لكل شيء ثمنه طبعا..هل تذكر عندما كان والدك يهددك بقطع المصروف أو بخلع فيشة التلفاز إن لم تذاكر؟ كنت تخاف على مصروفك وبرامجك التي ستفوتها لدرجة التظاهر بالمذاكرة كي لا يضيع منك شيء مما تشتهيه وتتمنى اقتنائه.. أولئك الذين يتبجحون بالشارات الأمنية لن يتخلوا عن المتع البهيمية هنا, إنها "يوتوبيا" رجال القانون قبل أن تكون يوتوبيتنا نحن!”
“هل سمعت بمصطلح Narrator ؟من أخاطب؟ أخاطبك أنت طبعا, أيها القارئ المتحذلق الذي يتظاهر بالعبقرية محاولا الاستمتاع بأحداث هذه القصة المتشابكة!قد تكون ذكرا "أرسيناليا" متعصبا يحاول التظاهر أنه مثقف, يمسك بالكتاب كي يراه البقية فيمعنون الرمق بإعجاب "كون الفتى مثقف", وقد تكونين أنثى سطحية تعرف يقينا أنها مثقفة, تلوي ثغرها بسخرية من مدى سخف ما تطالعه, وتتمنى الانتهاء من هذا الهراء سريعا كي تعود لمطالعة "كبرياء وهوى" بغية الحلم ب(دارسي) الوسيم!قد تكون زوجتك هي من دفعك لمطالعة هذا الكتاب كونه أعجبها لحسن حظي, وقد تكونين ضجرة من إعراض زوجكِ عنكِ كي يشاهد المباراة الأهم من العلاقة الزوجية, وراغبة بإضاعة أكبر كم من الدقائق لأنكِ لن تطالعي أي كتاب حتما لسويعات..”
“بعد سنوات كبر الطفل, وتربى في محيط عائلي ضائق, صارت والدته كل شيء بالنسبة له, كل شيء, حتى الأب والأخ ولربما الصديق.. أحيانا كان ذلك الصديق الحنون يفقد أعصابه, فيبادر إلى وضع سكين على لهب الموقد, ومن ثم رسم علامات تأديبية على بدن الصبي, وأحيانا أخرى كان الصديق – الوفي- يستعمل رأس صديقه الصغير في دفع الخزانة, أو لتحريك الثلاجة من موضعها, تماما كنطحة الكبش!”
“إذا أردت أن لا تخاف أحداً فلا تُخِف أحداً، تأمن من كل شيء إذا أمن منك كل شيء”
“في الحياة أمور أهم من مجرد معرفة مكان شيء أو شخص, من الانتقام! الانتقام سخافة جعلتنا أقرب للهمج, فقد علمتني السنون مراقبة الجميع بعيون الحياد وبكثير من الشفقة, هل سمعت بسيزيف؟”
“تقول الأغنية السيئة:"إذا أحببتك فلا تحببني..لا تصنع المثل فانا أريد كراهيتك!حبك صنع الخير في نفسي..والشر ناقص أكمله من غرائزك!”
“- وأنت غبي! غبي إذا ما ظننت بأن الجميع ينشد الخلاص! لا يزال لكل شخص سعره, فلا أحد راغب بالتحرر على طريقة فقير تعس مثلك لا يملك سوى أحلام اليقظة, إنهم يتبعون الشخص الثري دوما! سواء أكانوا من الأغنياء أو الفقراء, ودائما يكون هو المنتصر!”