“الدين، في هذا المفهوم، يتجاوز التاريخ، لأنه فيما وراء التغيير. وليس له تاريخ، ذلك لأنه هو التاريخ. ومن هنا يبدو في تناقض جوهري مع الثورة. فهذه تعد بعالم جديد، نظرياً وعملياً، فتنهي بذلك التاريخ قبلها، وتبدأ تاريخاً جديداً – أي رؤيا جديدة للعالم والإنسان. فهي تفرض أن ما تقيمه أفضل مما أزالته. وبما أن الإسلام هو خاتمة الكمال، ويستحيل وجود ما هو أكمل منه، فإنه ينفي الثورة نفياً مطلقاً. وإذا جاز الكلام عن ثورة فيه، فإنما تكون احتجاجاً على السقوط التاريخي للإنسان المسلم، ومطالبة بالعودة إلى الإسلام – النبع الأصلي. الثورة هنا تقييم لما اعوج – وترميم لما انهار وليست ابداعاً لعمل جديد. إنها حركة ضمن الثابت الكامل، من أجل أن يعرفه الذين جهلوه، ويعود إليه الذين أهملوه، وليس تجاوزاً له في اتجاه التحول، بحثاً عن رؤيا جديدة.”