“ومع ذلك ليس في الحكم على كتاب من فقرة أو صفحة أي تسرع، إذا أنهيت الصفحة الأولى من دون متعة أو الحصول على إضافة معرفية، فلا يمكن أن تتوقعي وجودهما فيما بعد، إنها بمثابة لحظة الإقلاع ولا يمكن لطيار لا يجيد الإقلاع أن يحلق بسلام في الجو.”
“حتى لو لم نحب أو نكتب، لدينا الكثير مما يمكن أن نقرأه بحب لو تمتعنا بقليل من وقت الفراغ، بقليل من نسيان ورطة الوجود هنا”
“ليس في الإدراك أي نبل!وقد عشت مدركًا لكل شئ دون أن أفعل شيئًا. والآن، حتى وأنا أعرف أني أموت، لا أستطيع أن أستلّ سكينًا وأغمده في موضع الألم فأخرسه إلى الأبد.”
“الذين لا يتوقعون غير المتعة بين غلافي كتاب على درجة من سلامة السريرة لا ينافسهم فيها سوى من يتوقعون عسلاً دائماً في الزواج.”
“وخلال العقد الأخير فقط من القرن العشرين تضاءلت فرص التعايش السلمي بين أتباع الإلهين، بعد أن سقطت الفزَّاعة الشيوعية فلجأ أتباع الله إلى الجبال وتحصن أتباع التاجر في الكونجرس الأمريكي والقنوات التلفزيونية، مواصلين -مثل خصومهم- رفع راية الله. ولنا أن نتصور الفوضى التي يمكن أن تقع على جبهة قتال يرتدي فيها الجيشان المتحاربان الزي نفسه”
“ماذا يعنى ان تعيش وحيدا في حياة لم تعد تتعرف عليك.إذا لم تكن محظوظا بمصافحة نهايتك في شارع أو مكان عام ستتفسخ جثتك قبل أن يحطموا الأبواب ليلموا ما تبقى من عظامك و الكمامات على أنوفهم.”
“وجد التشدد البيئة الملائمة لنموه بسبب افتقاد المتع الدنيوية في مجتمع متروك لفواضاه في ظل سلطة لا تعنى بالمستقبل. انطلق المتشددون من الظاهر: الفساد، للبرهنة على الباطن: الكفر، وهكذا تمكنوا من احتكار الله لصالحهم معلنين كفر من لا يوافقهم على أفكارهم، وكان معنى هذا أن يكون مفكرو الاستنارة أول المستبعدين، وهو إجراء سيلقى الرفض الشكلي والموافقة العميقة من قبل السلطة التي تعرف أن تناقضها الجوهري ليس مع هؤلاء بل مع أولئك الذين يثرثرون بالأفكار الضارة عن الحرية”