“أسأل يا زرقاء ..عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !عن صرخة المرأة بين السَّبي .. والفرارْ ؟ كيف حملتُ العار ..ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !”
“مصفوفٌة حقائبي على رفوف الذاكرة.والسفر الطويل ..يبدأ دون أن تسير القاطرة!رسائلي للشمس ..تعود دون أن تمسّ!رسائلي للأرض ..تُرد دون أن تُفضّ!يميل ظلي في الغروب دون أن أميل!وها أنا في مقعدي القانط.وريقًة .. وريقًة .. يسقط عمري من نتيجة الحائطوالوَرَقُ الساقطيطفو على بحيرة الذكرى، فتلتوي دوائراوتختفي .. دائرٌة .. فدائرة!”
“كيف أقصيكِ عن النار وفي صدرك الرغبة أن تحترقى ؟!”
“كنتُ في كَرْبلاءْقال لي الشيخُ إن الحُسينْماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!وتساءلتُكيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْفأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ.إن تكُن كلماتُ الحسينْ..وسُيوفُ الحُسينْ..وجَلالُ الحُسينْ..سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ?أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?”
“هل نريد قليلاً من الصبر ؟-لا ..فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنهيشتهي أن يلاقي اثنتين:الحقيقة و الأوجه الغائبة.”
“ليت أسماء تعرف أن أباها صعدلم يمتهل يموت الذي كان يحياكأن الحياة أبدوكأن الشراب نفدو كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبدعاش منتصباً، بينماينحني القلب يبحث عما فقد.ليت "أسماء"تعرف أن أباها الذيحفظ الحب والأصدقاء تصاويرهوهو يضحكوهو يفكروهو يفتش عما يقيم الأود .ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلاتخبأنه بين أوراقهنوعلمنه أن يسيرولا يلتقي بأحد .”
“الشمسُ ( هذه التي تأتي من الشرق بلا استحياء )كيف تُرى تمر على الضفة الأخرى ..ولا تجئ مطفَأة ؟والنسمةُ التي تمرُّ في هُبوبها على مخيَّم الأعداء كيف تُرى نشمُّها .. فلا تسد الأنفَ ؟!أو تحترقُ الرئة ؟وهذه الخرائط التي صارت بها سيناء عبرية الأسماءكيف نراها .. دون أن يصيبنا العمى ؟والعارُ من أمتنا المُجَزأة ؟.. والطفلة الصغيرةُ العذبة تطلقُ -فوق البيت- "طيَّارتها"ا البيضاءكيف تُرى تكتب في كراسة الإنشاءعن بيتها المهدوم فوق الأبِ واللعبة ؟”