“هل هناك ذرة أمل فى أن تقوم هذه الدولة - الدولة صاحبة السلطة والسيادة - أو فى أن تعود من جديد باعتبار أنها كانت قائمة قبل هذا (ولو جزئياً)؟ أقول ما أعتقد أنه حكم التاريخ، وهو أن الدولة التى تفقد سيادتها لا تستعيدها أبداً! الدولة التى تفقد الأرض تستعيدها، والتى تفقد السلطة تستردها، والتى تفقد شعبها تسترجعه، أما السيادة فهى كهيبة الإنسان وشرفه، إذا ضاعت لا تعود؛ هذا هو حكم التاريخ، وقد يراه البعض حكماً جائراً، فإذا أثبت مستقبل الأيام أن "الدولة" قد استعادت سيادتها التى فقدتها - أو هى تنازلت عنها - فسأكون سعيداً بذلك، لكنها - على حد علمى - ستكون الحالة الأولى فى التاريخ!”
“هل سيكون لدينا فى المستقبل دولة حديثة تجمع بين السلطة والسيادة، أم سنبقى على ما نحن عليه: دولة صاحبة سلطة تتعامل مع دولة - أو دول - صاحبة سيادة هى التى تحرك الأمور على أرض الواقع لصالحها من خلال تعاون - وربما أيضاً عجز - صاحب السلطة.”
“أنا أعتقد أن المثقفين من أكثر الفئات فساداً فى هذا الوطن، ودعونا نتحدث بصراحة ونرى الأمور على حقيقته. هناك من المثقفين من باع نفسه لدولة السلطة ومنهم من باع نفسه لدولة السيادة، صحيح أن هناك قلة لم تزل متماسكة ومتمسكة بمبادئها، لكنها كالقابض على الجمر، وعلى هؤلاء يتوقف فى النهاية شكل الخريطة العامة للمثقفين، وليس مهماً أنهم أقلية.”
“السيادة هى عنصر التحكم الناعم فى مسارات الأمور، بالقوة الناعمة، بعمس السلطة التى هى خشنة بطبيعتها.”
“قد أتفق مع ما يقال من أن ما نراه من مشاكل التعايش المشترك فى مصر ليس فى أساسه مشكلة دينية فالقضية أكثر تعقيداً بكثير من هذا؛ إذ قد يكون صحيحاً القول بأن المشكلة لم تبدأ دينية، لكن البدايات لا تتفق بالضرورة مع النهايات، فقد أمست المشكلة دينية، وأقول "أمست" لأننى أخشى أن نكون مقبلين على ليل أدعو الله أن لا يكون بكل هذه الظلمة التى يخشاها الكثيرون.”
“فى ظل ضعف الدولة المدنية وتراجع المشروع الوطنى فمن الطبيعى أن يحدث ذلك (ظهور مشاكل ودعاوى انفصالية كدعوات أهل النوبة وبدو سيناء)، إن التعديلات الدستورية التى أجريت هذا العام (2007) أقرت بمبدأ المواطنة أساساً للتعايش وللتعامل فى الدولة ولكن حتى الآن لم يتم تفعيل ذلك والحل هو أن تكون الدولة مدنية فعلاً وعملاً وأن تكون المواطنة هى أساس الحياة فى الدولة ووجود مشروع أو هدف وطنى يلتف حوله الجميع، ساعتها تكون الانتماءات المتعددة عنصر إضافة وتقوية للمجتمع.”
“لا يمكن إطلاقاً أن تنافس شخصاً بأن تتبنى آراءه ثم تزايد عليها، هذا يؤكد أنه هو على حق وليس أنت، ويؤدى إلى اتساع مساحة وجوده وتأثيره وسيادته.”