“أنا سلبى؟! أين هذه السلبية؟ ألأنى أجد وسيلة لتفادى الصراعات أو حلها؟ أم لأنى أقبل بطبيعة البشر وأفهم اختلافهم؟ سألتها، وجاوبتنى بأنى لا أفعل شيئا إطلاقا، بل أقف فى وسط المأساة متفرجا عليها.”
“يتعيَّن على أن أختار وأن أفعل، وأنا لا أستطيع الفعل لأنى غير متأكد من شئٍ ولأنى لا رغبة لى فى عمل شئ لأنى أجد كل الأشياء سواء وبلا معنى.”
“قالت -بعد تردد طويل- إنها تخشى علىّ من سلبيتى. بوغتُّ، فلا أذكر أن أحدا اتهمنى بالسلبية من قبل! استطردَت أنها تخشى تآكل إنسانيتى تدريجيا بفعل السلبية، التى قد تدمرنى تماما إن لم أفعل شيئا لمواجهتها. كدت أضحك، فقد ظننت أن هناك أمرا فعلته وضايقها، ولم أتوقع أن يكون ما فعلته هو أنى لم أفعل شيئا. وبعد الرغبة فى الضحك فكرت أنها مجنونة بعض الشىء، أو مثل كل النساء تبحث عن طريقة «لتحسين حال» رَجُلها.”
“تنتابنى رغبة قوية فى أن أختفى . ليس فى الإنتحار لأنى أحب الحياة مثل محمود درويش ما استطعت إليها سبيلًا ، ولكن رغبة فى أن أختفى . فى أن لا أكون قد وُلدت أساسًا أو وُجدت . فى أن لا يكون لى اسم أو ذِكر أو أكون قد رأيت ما رأيت أو سمعت أو فهمت .”
“تنتابنى رغبة قوية فى أن أختفى. ليس فى الانتحار لأنى أحب الحياة مثل محمود درويش ما استطعت إليها سبيلاً، ولكن رغبة فى أن أختفى. فى أن لا أكون فد وُلدت أساساً أو وُجدت. فى أن لا يكون لى اسم أو ذِكر أو أكون قد رأيت ما رأيت أو سمعت أو فهمت.”
“ليست الحياة نجاحات وازدهارا فقط كما تصوّر القصص، بل هى خليط من كل شىء، والمهم، هو كيف تعيش فى هذا الخليط، وأى مسار تختار لنفسك، وهل تختاره أم تدع الآخرين يختارون لك. هناك أشياء بيدك، وأشياء لا خيار لك فيها أو سيطرة عليها، والتحدى الحقيقى أن تميز بين الأمرين. فمن العبث، بل من الغباء، أن تترك ما بيدك أمره كى تشغل نفسك بما لست عليه بمسيطر.”
“مشاركتى فى الظلم ولو بالمشاهدة والصمت تثقل على نفسى سواء أأدركت هذا أم لا، والطريقة الوحيدة أمامى للتعامل معه هى ارتداء دروع من الصلابة أو عدم الاهتمام أو التعود، وكلها دروع تأكل إنسانيتى تدريجيا، وسينتهى الأمر بأن تدمّرها تماما وتحلّ محلها، فلا يتبقى لى سوى هذه الدروع.”