“ذلك أن عدل الجاهل ظلم، فإن صدر منه بطريق الصدفة، لا عن مقصد، فلا بد له من الخبط فيظلم. وإن غناه فقر، فإن أتي من البخت الاتفاقي فلا بد يوما أن يختل سيره فيفتقر. وإن كمال الجاهل نقص فإنه طلاء على حائط خرب عما قليل يكشط ويتناثر منه التراب ثم ينهدم”
“من تصدر لخدمه العامة، فلا بد أن يتصدق ببعض من عرضه على الناس، لأنه لامحاله مشتــوم، حتي وإن واصل الليل بالنهــــار.”
“إذن فإختيار الحاكم مرة لا يكفي !فلا بد من أن يظل الشعب بعد ذلك رقيباً، يجب أن تستمر رقابة الشعب على الحاكم حتى لا يطغى.”
“الحُبُّ كالموت؛ تسمعُ عنه لكنك لا تخبره إلا بعد أن يفترسك! وإن كان الموت طريقاً لا رجعة فيه، فإن الحُبّ طريقُ ذي اتجاهين، وإن كُنت تعود منه مُثخناً. فإن لم يكُن بمقدور أحد أن يُنبئنا عن ماهية الموت، فإنهُ ليس بمقدور من خلص من براثن الحُبّ أن يُنبّئنا كيف هو! فناهيك عن كونها تجربة مُغرقةٌ في الذاتيّة لحد القداسة، إلا أنه ليس بمقدور المُثخن أن يصف لك بهاء من أسال دمهُ !”
“لا يقَلِّدنَّ أحدكم في دينه رجلا, فإن آمن آمنَ، وإن كفر كفرَ, وإن كنتم لا بد مقتَدين فاقتدوا بالميت, فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة”
“فإذا كمل البناء فبيِّضه بحسن الخُلق والإحسان إلى الناس، ثم حِطهُ بسور من الحَذَر لا يقتحمه عدو ولا تبدو منه العورة، ثم أرْخِ السُّتور على أبوابه، ثم اقفل الباب الأعظم بالسكوت عما تخشى عاقبته، ثم ركِّب له مفتاحا من ذكر الله تفتحه وتغلقه . فإن فتحتَ فتحتَ بالمفتاح وإن أغلقتَ الباب أغلقتَه به، فتكون حينئذ قد بنيت حصنًا تحصنت فيه من أعدائك”