“ذلك أن عدل الجاهل ظلم، فإن صدر منه بطريق الصدفة، لا عن مقصد، فلا بد له من الخبط فيظلم. وإن غناه فقر، فإن أتي من البخت الاتفاقي فلا بد يوما أن يختل سيره فيفتقر. وإن كمال الجاهل نقص فإنه طلاء على حائط خرب عما قليل يكشط ويتناثر منه التراب ثم ينهدم”
“إن العمل على اخراج الإنجليز من مصر عمل كبير جداً , ولا بد في الوصول إلى غاية منه من السير في الجهاد على منهاج الحكمة , والدأب على العمل الطويل ولو لعدة قرون .. ؟!”
“ولا بد في تحقق الإيمان من اليقين، ولا يقين إلا ببرهان قطعي لا يقبل الشك والارتياب. ولا بد أن يكون البرهان على الألوهية والنبوة عقليا، وإن كان الإرشاد إليهما سمعيا. ولكن لا ينحصر البرهان العقلي المؤدي إلى اليقين في تلك الأدلة التي وضعها المتكلمون، وسبقهم إليها كثير من الفلاسفة الأقدمين، وقلما تخلص مقدماتها من خلل، أو تصح طرقها من علل، بل قد يبلغ أمِّيٌّ عِلم اليقين بنظرة صادقة في ذلك الكون الذي بين يديه، أو في نفسه إذا تجلت بغرائبها عليه. وقد رأينا من أولئك الأميين ما لا يلحقه في يقينه آلاف من أولئك المتفننين، الذين أفنوا أوقاتهم في تنقيح المقدمات وبناء البراهين، وهم أسوأ حالا من أدنى المقلدين.”
“الناس تسخر من كل شيء , تريد أيّ شيء لتسخر منه , ليس عيباً أن تخطئ لكن العيب أن تستمر على هذا الخطأ ولكي تتجنب الأخطاء لا بد أن تتعلم .”
“وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله"، وقوله تعالى "من مثله" فيه وجهان:أحدهما: أن الضمير في "مثله" للقرآن المُعبَّر عنه بقوله "مما نزلنا".والثاني: أنه لعبدنا، وهو أرجح، بدليل "مِن" الداخلة على "مثله" الدالة على النشوء، أي فإن كان أحد ممن يماثل الرسول بالأمية يقدر على الإتيان بسورة فليفعل.”
“الاقتصاد الإسلامي أساسه "كن زارعا كن صانعا كن تاجرا، غبر قدميك ويديك ورأسك في كل آفاق الأرض واجتهد في أن تكون منتجا، فالله (سبحانه وتعالى) قال "هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب" (هود: 61)، وهناك حديث رواه الإمام أحمد (رحمه الله) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل"، لأن هذا ليس للدنيا وإنما للآخرة، لأن كل ما تزرعه يكتب لك، فما يأكل منه أي حيوان أو طير أو إنسان ثواب لك وأداء للرسالة، فالعقل لا بد أن يقدم منهاجه الإسلامي على أساس هائل.النظم الاشتراكية ضمنت للكسول أن يأخذ، واللعب الآن عندنا بالقوانين جعل عددا كبيرا من العمال لا يزرع الأرض، وهذا خطأ، فهي أمانة عنده لأنها تثمر له ولغيره، فلا بأس عليها أن تنكس ولا يبالي، فلا بد من أن يشرك النظام الإداري الأخلاقي في هذا الضمان. ولا بد من رعاية العجزة، فهناك أناس لا يستطيعون العمل لا بد من رعايتهم، فالزكاة تكون لهؤلاء جميعا.”
“و هناك أمر آخر كنت من دعاته و الناس جميعا في عمى عنه و بعد عن تعلقه و لكنه هو الركن الذي تقوم عليه حياتهم الاجتماعية، و ما أصابهم الوهن و الضعف و الذل إلا بخلو مجتمعهم منه ، و ذلك هو : التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب ، و ما للشعب من حق العدالة على الحكومة ... أن الحاكم و إن وجبت طاعته فهو من البشر الذين يخطئون و تغلبهم شهواتهم ، و أنه لا يرده عن خطأه و لا يوقف طغيان شهوته إلا نصح الأمة له بالقول و الفعل. جهرنا بهذا القول و الاستبداد في عنفوانه ، و الظلم قابض على صولجانه ، و يد الظالم من حديد ، و الناس كلهم عبيد له أي عبيد”