“قبل البدء بقيم الحريه والعداله وما اليهما مما نطالب به من حقوق الانسان لابد اولا ان نعد نفوس الناس اعدادا يهيئهم للاصرار علي ان يكونوا احراراً ومنصفين اذ ماذا يجدي ان تقدم للناس حقوقهم الانسانيه جاهزه معطره مبخره اذا كانوا ف اعماقهم لا يريدونها”
“ليس حرص الانسان علي حياته عيباً يؤاخذ عليه لكن يعلم انه ف اراده الحياه ليس وحيداً ولا فريداً بل يشاركه الحيوان كله والنبات كله واما الذي يتميز الانسان به فهو ان يمتد بحرصه ذاك ليشمل الحياه ف درجاتها العليا التي هي حياه مقرونه بمجموعه من القيم التي جعلت من الانسان انساناً وف مقدمتها الحريه والعداله وانظر الي الايه الكريمه" ولتجدنهم احرص الناس علي حياه " انظر لكلمه حياه وقد تجردت من اداه التعريف لتعني مجرد حياه نكره خلت مما يكرم الانسان وها هنا يأتي الواجب الصعب الذي ينقض الظهر بحمله الثقيل وهو ان يتصدي الانسان للدفاع عن حياته انساناً بكل تكاليفها ولا يكتفي بمجرد حياه يحافظ فيها علي قوته وقوت عياله مهما بهظ الثمن الذي يدفع من حريته وكرامته”
“اذا قرأنا ف كتاب الله ان يتفكر الانسان ف خلق السموات والارض فإننا لا نفعل الا قليل القليل القليل اذا نحن اقتصرنا ع حفظ الايه وتلاوتها وترتيلها مرات تعد بملايين الملايين وانما يكمل ايماننا بالايه الكريمه حين ننتقل من لفظها الي ما وراء ذلك اللفظ حقائق السموات والارض فإذا سألتني الا يكفينا اسلامنا ويغنينا عن الغرب؟ فأجيبك: نعم يكفينا، شريطه ان نَنفذ خلال كلماته الي ما ترشد اليه تلك الكلمات فلنحفظ تلك الكلمات الكريمه ولنعلم اطفالنا ان يحفظوها ولنتلها تلاوه لا تنقطع بالليل والنهار لكن كل ذلك لا يجعلنا من العلماء الذين عرفوا شيئاً عن خلق السموات والارض الا اذا اضفنا الي الكلمه ما وراءها”
“هل يحق لنا بعد ذلك بعد ان اصبح محور اهتمامتنا الدينيه تفصيلات شكليه عجيبه لاتمس روح الدين وجوهره ولا تحرك الضمير الديني عند الانسان من قريب ولا من بعيد اقول هل يحق لنا بعد ذلك ان نسأل ماذا اصاب شباب المسلمين ليصبحوا علي ما اصبحوا عليه من هزال وضعف وانحراف؟”
“لماذا لا نري ف الفن العربي او الاسلامي فن تشكيلي او صور منحوته؟ لأن الفن الاسلامي هو فن "فكره" قبل ان يكون فناً مراده ان يعكس الكائنات ع الخامه التي يستخدمها بكل تفصيلاتها او ببعضها علي سبيل المحاكاه للمحاكاه ذاتها وإذا قلنا انه فن "فكره" فقد قلنا بالتالي انه فن للمبادئ المجرده لا للمخلوقات المجسده”
“نحن امام كتاب "القرأن الكريم" جعل للعلم والفكر منزله هيهات ان تجد لهما منزله اعلي منها ف اي مصدر اخر انه لم يرد للانسان علماً مجرد العلم بل اراد له رسوخاً فيه وهداه الي وجوب التفرقه بين العلم والظن فليس المراد معرفه تقام علي ظنون بل المراد معرفه تقام علي علم وليس المراد للانسان ان ينساق مع الهوي بل المراد له ان يهتدي بالعلم الذي لا يعرف الهوي”
“ان العابد لا يسأل عن عبادته ليغير منها شيئا بل انه يسأل الفهم والفرق بينهما كبير فمقيم الصلاه اذا سأل ليفهم سر التكبير ف اول الصلاه وعند كل ركوع وسجود وقيام لزاده هذا الفهم امعاناً ف مقومات الصلاه من قول ومن حركه فتصبح الصلاه احدي الوسائل الفعاله ف تربيه الضمير الديني وإلا فكيف تنهي الصلاه عن الفحشاء والمنكر والبغي اذا لم يكن المصلي قد خرج من صلاته حاملاً ف صدره ضميرا يردعه عن تلك الآثام”