“ستشرع يإعلان الحرب على كل ما يتشبّث به قلبها من أصفاد، بدءًا بجهاز الهاتف الذي أهداه إليها. لا تريد هاتفًا ثمينًا لا يدقّ، بل هاتفًا بسيطًا يخفق، الأشياء الفاخرة تنكّل دائمًا بأصحابها .ما نفع موسيقى الدانوب الأزرق التي غدت تؤذيها حدّ البكاء؟ تريد سماع رنّة عاديّة، قلبها، لا الهاتف، من يعزف سمفونية لسماعها. عليها أن تتخلّص من كلّ شيء كان جميلاً وكانت ذكراه الأغلى على قلبها”
“النآس إنهم لا يطرحون عَليك إلا أسئله غبيه يُجبرونك على الرد عليها بإجوبه غبيه مثلها . يسألونك ماذا تَعمل لا ماذا كنت تريد أن تكون . يسألونك ماذا تملك لا ماذا فقدت . يسألونك عن أخبار المرأه التي تزوجتها لا عن أخبار تلك التي تُحبها . يسألونك ما أسمك لا ما إذا كان هذا الأسم يُناسبُكَ . يسألونك كم عمرك لا كم عشت من هذا العمر . يسألونك أي مدينه تسكن لا أي المدن تسكنك . يسألونك هل تُصلي لا هل تخاف الله لذا تعودت أن أُجيب على هذه الأسئله بالصمت فنحن حين نصمت نُجبر الآخرين على تدارك خطأهم”
“بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة”
“يسألونك مثلا ماذا تعمل.. لا ماذا كنت تريد أن تكون. يسألونك ماذا تملك.. لا ماذا فقدت.يسألونك عن أخبار المرأة التي تزوجتها.. لا عن أخبار تلك التي تحبها. يسألونك ما اسمك.. لاما إذا كان هذا الاسم يناسبك. يسألونك ما عمرك.. لا كم عشت من هذا العمر. يسألونك أيمدينة تسكن.. لا أية مدينة تسكنك. يسألونك هل تصلي ..لا يسألونك هل تخاف الله. ولذا تعودتأن أجيب عن هذه الأسئلة بالصمت. فنحن عندما نصمت نجبر الآخرين على تدارك خطأهم.”
“لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . . عاد رمضان ، وعادت على مائدة إفطارنا الأطباق إياها التي أفطرنا عليها على مدى عقود . هذا العام أيضاً ، لا أمل أن نشق الفطر من دون أن نغصّ بدمعنا . المآسي حجزت لها مكانا على مائدتنا ، فالمسلسل الرمضاني الوحيد الذي لا يبثّ حصريّاً على قناة بالذات ، بل سنتابعه مكرهين على كلّ الفضائيات ، هو مسلسل " الموت في سوريا " . وهو عمل درامي بالمفهوم الحقيقي للكلمة ، لا نعرف له مُخرجاً أو منتجا ً، برغم ذلك لا يحتاج إلى حملة إعلانيّة ، ولا إلى أخبار ترويجيّة ، أو إلى استضافة لنجومه ، فهو الخبرالأول في كلّ نشرة . نجمه الوحيد " الموت " ، يذهلنا يوماً بعد آخر في أدواره الدمويّة ، يبتدع فظاعات ما شاهدناها من قبل ليبكينا ، يحتاج في أيامه العاديّة إلى مئة إنسان كوجبة يوميّة ، كي يفوز بأوسكار الموت العربي دون منازع .لذا لم يُبقي على أي ممثل حيّاً . ذاهباً حدّ" التمثيل" بجثث من أرادوا أن يسرقوا منه دور " البطولة " . أمّا طموحه الدرامي ، فقتل المشاهدين أيضاً قهراً وأسى ، وجعلهم يخجلون من بقائهم على قيد العروبة . . وعلى قيد الحياء .”
“لا يدري إن كان يحبّها. ما يدريه أنّها « تنقصه » كلّ يوم أكثر ، وهذا المساء أيضًا لا شيء منها يأتي ، لا شيء منه ينتظرها . أضحى غيابها طويلًا كمكيدة ، عميقًا صمتها كطعنة ، لكنه يرفض أن يستلّ خنجرها . يحتفظ به مغروسًا في مكانٍ ما من جسده.. يتفقّد بين الحين والآخر موضعه ، ذلك أنّه لم يحدث قبلها أن طعنته امرأة في كبريائه”
“دوما يعاكس الحب توقعات العشاق ، هو يحب مباغتتهم ، مفاجاتهم حينا ، وحينا مفاجعتهم . لا شيء يحلو له كالعبث بمفكراتهم ، ولخبطة كل ما يخطونه عليها من مواعيد . ما الجدوى من حمل مفكرة اذا . . ان كان هو من يملك الممحاة . . والقلم .”