“لدى الإنسان المتخلف ميل سحري " لأنسنة الطبيعة" .أنه يصورها على غرار الأم الرحوم المعطاء تارة وعلى صورة الأب القاسي العنيف الذي ينزل أشد العقاب وشر البلاء بأبنائه تارة أخرى أو على غرار صورة الأم التي تمنع عن ولدها العطاء وذلك ما يثير فيه أشد أشكال القلق الضمني بدائية , قلق الرضيع لترك الأم إياه, قلق الطفل إزاء قصاص الأب القاسي ,أنهُ يعيش بشكل " نكوصي " كل القلق والمخاوف التي عاناها في طفولته ,من حالات الإحباط أو الإهمال والقسوة التي ألمت به وتحيا في لاوعيه”

مصطفى حجازي

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى حجازي: “لدى الإنسان المتخلف ميل سحري " لأنسنة الطبيعة" .… - Image 1

Similar quotes

“إن الكثير من التصرفات الاستعراضية التي تشيع في البلدان النامية، تهدف بالتحديد إلى التستر على عقده العار خصوصًا الاستعراض الاستهلاكي. يأتي بعده كل أشكال الإدعاء والتبجّح وخداع الآخرين بجاه أو مال أو حظوة لا أساس لها من الواقع.إن إنسان العالم المتخلف هو أسير المظاهر مهما كانت سطحيها مادامت تخدم غرض التستر على عاره الذاتي.-”


“في حالة العصبيات يُقيد الانتماء ويُحصر ، وبالتالي يُحجر على الانطلاق في المدى الكوني الرحب .يتدهور مفهوم الوطن أو يغيب مادام الوجود والمرجعية تظلان للقبيلة أو العشيرة أو الطائفة أو المنطقة . إنها حالة حصار تفرض على الإنسان عضو هذه العصبية . يكمن في هذه الوضعية أحد الأسباب الكبرى التي تحول دون تحوّل الدول الى أوطان بمعنى الكيان والمرجعية الفوقيين اللذين يتجاوزان الانتماءات الضيقة . ويظل الوطن الذي لم يتكوّن رهينة تصارع العصبيات على غرار تصارع القبائل في البادية على الكلأ والماء .على أن الاستبداد حين يصل حد الطغيان ، وحين تحيط المخابرات بالإنسان من كل مكان وتُحصى عليه أنفاسه ، وحين يُعتبر السلطان بأنه مالك للأرض وما عليها ، وبالتالي مَن عليها ، وأن كل غنم يصيب إنسان ما هو مكرمة أو منّة منه ، وأن له حق التصرّف بالموارد والثروات والمقدرات والمصير والبشر ، يُهدر حق انتماء الإنسان ويُصادر حقه البديهي بالمواطنة . يصبح الإنسان غريبًا في وطنه فاقدًا للسيطرة على مجاله الحيوي وبالتالي محرومًا من الانطلاق الواثق في هذا المجال الى مجالات أرحب ، ومحرومًا من الإنغراس الذي يوفر الثقة القاعدية بالكيان والاحساس بالمنعة . تتحوّل المواطنة من حق أساس إلى منّة أو هبة يمكن أن تُسحب في أي وقت . وبالتالي يُسحب من الانسان الحق في أن يكون ويصير من خلال ممارسة الإرادة والخيار وحق تقرير المصير . إنها كارثة وجودية أخرى تجعل من أي مشاريع تنمية أو إنماء وعمران حديث خرافة . ذلك أن الإنسان المُستلب في وطنه ومجاله الحيوي لا يمكن أن يُعطي ، وبالتالي أن يبني . يقنع في أحسن الأحوال بالتفرُّج السلبي في حالة من الغربة ، كما ينحدر الوجود إلى مستوى الرضى بمكسب مادي يغطي الاحتياجات الاساسية . وقد يستجيب الإنسان لهدر مواطنيته وانتمائه في أن يتصعلك مُتنكرًا لشرعية السلطان وناسه وصولاً إلى التنكر للوطن ذاته في نوع من الهدر المُضاد . إلا أن أشد درجات الهدر المضاد قد تتخذ طابع هدم الهيكل عليه وعلى أعدائه فيما بدأ يشيع من سلوكات تطرف جذري .”


“الحب التملكي. [ففيه] الأب يمتلك الأم والأولاد، يحميهم ويؤمن حاجاتهم، ولكنه يقرر مصيرهم وتوجاتهم الحياتيه. والأم تحب أبناءها وترعاهم بشكل تملكي. فهي تتفانى في خدمتهم والسهر عليهم، تقدم نفسها وعطاءها لهم دون تحفظ، شريطة أن تحتفظ بسيطرة خفيه عليهم، سيطرة الحب.إنها تقيدهم بواجب الوفاء وعرفان الجميل لذلك الكائن الذي نذر نفسه وبذلها من أجلهم.ومن خصائص الحب التملكي التساهل في كل شيء ماعدا الرغبة في الاستقلال والتوجه نحو التفرد.”


“الإنسان المتخلف المقهور يؤمن أشد الإيمان بما يتناقض مع مصلحته وحاجته إلى الانطلاق ,يؤمن بالتربية والحظوظ الدنيوية وتفاوتها.فالناس درجات ومقامات وليس لمغبون أن يعترض على ما يلحق به من حيف ,أو يتطاول كي يأمل في مساواة مع الفئة المحظوظة.عليه أن يتقبل وضعية الاستغلال الذي يلحق به,وأن يعترف بسيادة المتسلط.ليس له أن يطالب بمساواة,بل كل ما يمكن أن يطمح إليه هو الأمل في فضل يتفضل به عليه ذوو الحظوظ.كل ذالك يعطي المتسلط مشروعية تصل حد التقديس,يحرص عليها هذا الأخير ويعززها بجميع الوسائل .”


“يتهرب الرجل من مأزقه بصبه على المرأة من خلال تحميلها كل مظاهر النقص والمهانة التي يشكو منها في علاقته مع المتسلط وقهره والطبيعة واعتباطها . ولذلك يفرض على المرأة أكثر الوضعيات غبنًا في المجتمع المتخلف ، انها محط كل إسقاطات الرجل السلبية والإيجابية على حد سواء . وهي تُدفع نتيجة لذلك الى اقصى حالات التخلف . ولكنها من هوة تخلفها وقهرها ترسّخ تخلف البنية الاجتماعية من خلال ما تغرسه في نفوس أطفالها من خرافة وانفعالية ورضوخ .”


“الوجود المتخلف معاش وجدانياً أكثر مما هو مصوغ ومنظم عقلياً . فبينما نرى طغيان العقلانية والحياد الانفعالي على أسلوب مجابهة الواقع والتصدي لمشكلاته في البلاد الصناعية ، نلاحظ أن إنسان العالم المتخلف يرزح تحت عبء انفعالاته التي تفيض على العالم ، ملونة إياه بصبغة ذاتية واضحة . العالم وقضاياه تعاش من خلال الذات ، من خلال قوالب التفكير المنطقي ، ولذلك فإن درجة الموضوعية تنحسر في معظم الأحيان كي تتلاشى كلياً في حالات خاصة ، وبالتحديد في أوقات الشدة .وبينما تتطلب وضعيات الحياة الصعبة مزيداً من الموضوعية والعقلانية كي يمكن مجابهتها بدرجة معقولة من الفعالية ، نجد الإنسان المتخلف يغرق في تلك اللحظات بالذات في تيار جارف من الانفعالات ، يجعله يفقد السيطرة على الواقع ، ويدفع به إلى الارتماء في التفكير الخرافي والسحري والغيبي ، كوسيلة وحيدة متبقية للخلاص من المأزق .”