“ورقة في درجي كتبتها في السابعة من عمري أودع فيها العالم لأنني قررت الانتحار !.. أصابني الهلع: ترى هل انتحرت فعلاً بعد ما كتبت الورقة ؟.. ربما.. أشعر أحيانًا بأنني جثة نخرة.”
“كلما شعرت بأنني فاشل في حياتي أو لم أحقق شيئًا، تذكرت وزراء الخارجية العرب.. عندها أشعر بأنني رائع وترتفع معنوياتي. كل كائن في العالم له نفع ما، حتي الذبابة تلعب دورًا عجيبًا في أنها تنقل لقاح شلل الأطفال من طفل لآخر قد يكون غير مُطعّم، لكن من العسير فعلاً أن تجد نفعًا لهؤلاء السادة.”
“أكثر ما يخيفنى مما كتبت ، أسطورة آكل البشر .. لأنني كتبتها وأنا أعيش وحدي تماماً.. وبالفعل جاءني زائر غريب الأطوار في الثانية صباحاً ليسألني عن شيءٍ تافه .. في هذه الليلة بالذات بدأت كتابة القصة .. طبعاً ما زلت لا أرتاح لقراءة ( الجاثوم ) و( الكلمات السبع ) ليلاً حتى الآن ”
“لم أكن حزينًا عندما كتبت تلك القصة، لكني تعمدت الجدية والصرامة .. بعد ما قرأتها شعرت بأنني كنت سخيفًا كطفل يحاول رسم تقطيبة على جبينه الضاحك.”
“كنت طيلة حياتي أعشق السينما وأراها الشكل النهائي الأسمى للفنون .. ربما كتبت ورسمت لأنني لا أملك كاميرا سينمائية”
“فكرت أن أقتل نفسي، ثم وجدت أنه من الأفضل أن أشتري شطيرتين من السجق من عند عواد، مع كوب شاي بالنعناع.. في الصباح سوف أنسى كل شيء.. وهو ما حدث فعلاً !”
“إن هذا الأديب الشاب - أحمد صبري غباشي - يلعب بعدة أوراق رابحة لا شك فيها: الورقة الأولى هي حبه الشديد للأدب والكلمة المكتوبة. هذا الحب أوشك أن يصير هاجسًا وقد أقلقني عليه في فترة من الفترات. تأمل عنوان المجموعة (نادمًا خرج القط).. هذه التركيبة اللغوية التي تضع الحال في بداية الكلام، مع الغموض المتعمد في المعنى. إنها تحمل تلك الرائحة التي لا توصف ولا يمكن التعبير عنها بكلمات والتي تجعل الأدب يختلف عن كلام الصحف والمحاورات اليومية. الورقة الثانية هي سنه الصغيرة جدًا والتي تثير ذهول كل من يقرأ عملاً من أعماله. إن في انتظاره رصيدًا هائلاً من الأعوام والخبرات والوجوه التي سيقابلها.. سوف يصطدم بكثيرين ويحب كثيرين، ويسافر لأماكن لم نرها ويقرأ كتبًا لم نسمع عنها. هذا يعني أن الحكم عليه لم يكتمل بعد. الورقة الثالثة هي كمية هائلة من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات في خلاياه .. أي أنه يملك الكثير من الحماس والاندفاع والطاقة وهي طاقة قادرة على تحريك الجبال لو خرجت كاملة. يبدو أنني أردد مقاطع كاملة من قصيدة (حسد) للشاعر السوفييتي العظيم (إيفتوشنكو)، لكني أحاول أن أضعك في الصورة لا أكثر.”