“فإذا سألتني - أيها القارىء - ما الخير؟ أجيبك من فوري: إنه الخير.. إنه ذلك الذي يجعل الإنسان إنسانا حي القلب، ريان الضمير.. ذلك الذي يجعل منك ملاذا للآخرين، يأوون إليك كما يأوي المحرور إلى ظل شجرة، أو كما يأوي الظمآن إلى عين ثرة تفيض بالماء البارد النمير.هو انعكاس إنسانيتك على الآخرين، وإضفاء فضائل نفسك البارة الكريمة على الحياة وعلى الأحياء.”
“إنه لصراع مزيف ذلك الذي يدور حول مفهوم المواطنة، التي تُمنح على أساس حق الأرض وحقّ الدم كما لو كان الانتماء إلى جماعة ما يرتبط بعوامل تعود عن الإنسان ومشاعره. أن تولد في مكان ما بعينه أمر لا يعتمد على رغبة الفرد على الإطلاق، ومن ثم فهو ليس مدعاة للفخر أو للخجل.”
“الحب، هذا الداء، الذي يجعل اللسان يتلعثم، والأطراف تثلج، والغصة تنزلق من الحنجرة إلى الصدر، فتجرف القلب معها، ليستقر في الأحشاء شبه إغماء يقطع الأنفاس، الحب هذا الأمر العجيب، الذي يجعل النفس تفيض على الكون بأكمله، ويحصر الكون بأكمله في شخص الحبيب ”
“الكلامُ ظلّ الحقيقة وفرع الحقيقة،فإذا ما جذب الظل، فإن الحقيقة أولى بالجذب منه وأخلق.الكلامُ ذريعة،وإنّ الذي يجذب إنساناً إلى إنسان آخر هو ذلك العنصر من التناسب،وليس الكلام.بل حتى إذا رأى الإنسان مئة ألف معجزة وبيّنة وكرامة،ولم يكن فيه عنصر التناسب الذي يربطه بذلك النبي أو الوليّ،لن يفيد ذلك شيئاً.فذلك هو الذي يجعل الإنسان جائشا ومضطربا ولا يهدأ.”
“إنه الرضا...الذي يجعل الصعب سهلا...يجعل المرفوض مقبولا....يجعل القبيح جميلا....إنه الرضا الذي يقلل من تأثير العجز ويملأ نفوسنا بروح الكفاح والسعي...إنه الرضاالذي يملأ النفس سرورا فيجعل للألم مذاقا مقبولا.”
“(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) "الحَزَن غير الحزن,إنه الأرض الجامدة الصلدة التي لا تفلح ولا تنبت .. إنه الإستعارة القرآنية البليغة عن ذلك اليأس الذي يجعل مصاعب الحياة تحيدك عن دورك , تحيدك عن الحياة نفسها , عن تفاعلك ونموك وإثمارك .. تحيدك عن أن تكون "نفسك "..وهذا هو جوهر وفاعلية الحمد –ووظيفته الأساسية:إذهاب الحَزَن , إذهاب اليأس والجدب وعدم الأثمار, الحمد وظيفته أن يأخذك من ذلك الركن البعيد الذي ستجرفك إليه أحزانك ومصاعبك ..ويرجعك إلى حيث يجب أن تكون ..إلى موقع "الفاعلية"..”