“من الحالات التي تلوح للنظرة الأولى كأنها إحدى المفارقات ، أن العالَم الجديد أميل إلى المحافظة الدينية من العالم القديم ، يبدو أنها في الواقع حالة طبيعية منطقية لا محل فيها للمفارقة”
“وندرت في تاريخ الحروب القديمة والحديثة حرب تدور على العقيدة الدينية أو الحمية الوطنية لا تحصى عليها فلتة من أشباه هذه الفلتات، ولا يقع فيها نذير السيف حيث ينبغي أن يقع بشير السلام”
“أكبر الموانع في سبيل العقل "عبادة السلف" التي تسمى بالعرف والإقتداء الأعمى بأصحاب السلطة الدينية ، والخوف المهين من أصحاب السلطة الدنيوية .. والإسلام لا يقبل من المسلم أن يلغي عقله ليجري على سنّة آبائه وأجداده ولا يقبل منه أن يلغي عقله خنوعا لمن يسخره باسم الدين في غير ما يرضي العقل والدين ولا يقبل منه أن يلغي عقله رهبة من بطش الأقوياء وطغيان الأشداء ولا يكلفه في أمر من هذه الأمور شططا لا يقدر عليه إذ القرآن الكريم يكرر في غير موضع أن الله لا يكلف نفساً ما لا طاقة لها به، ولا يطلب من خلقه غير ما يستطيعون..”
“الرعايا تحتسب للملوك تواضعاً ما ليس بتواضع في الواقع. فلو علم الملك الذي يتنزل إلى مخاطبة السوقة أن في ذلك ما يغض من قدره بل لو علم أنه لا يرفع مكانته عندهم ما فعله”
“العالم بأسره يشترك في تمثيل رواية مضحكة وادعى مناظرها إلى الضحك أنهم لا يضحكون من أنفسهم وهم يمثلون كأنهم جادون فيما يعملون”
“الفلسفة الماديّة في هذا العصر أضعف من أن تهاجم العقيدة في معقل أو في مقتل ، وأنها قد تراجعت من الهجوم المتلاحق إلى الدفاع الذي لا يعززه دليل مقبول”
“إن خير ما يتاح لأبناء الفناء أن يقلقوا ويضحكوا من القلق بعد فواته فيأخذوا الدنيا طبيعية فنية على هذا المنوال: طبيعية حين يعيشونها ويقلقون بشواغلها، وفنية حين ينظرون إليها على البعد بعد ذلك كما ينظرون إلى روايات الخيال.”