“و نعم يا فريدة لو أنا نموت معاً. لو أن الناس كالزرع ينبتون معاً و يُحصدون معاً فلا يحزن أحد على أحد و لا يبكى أحد على من يحب. لو يُحصد زرع البشر الذى ينبت معاً كله فى وقت واحد, ثم يأتى نبت جديد يخضر و يكبر, لا يذكر شيئاً عما سبقه و لا يفكر فيما سيجئ, فكيف تكون الدنيا لو تحقق حلمك يا فريدة؟”
“لو أنَّا نموت معاً . لو أن الناس كالزرع ينبتون معاً ويحصدون معاً فلا يحزن أحد على أحد ولا يبكي أحد على من يحب . لو يحصد زرع البشر الذي ينبت معاً كله في وقت واحد ، ثم يأتي نبت جديد يخضر ويكبر ، لا يذكر شيئاً عما سبقه ولا يفكر فيما سيجيء.”
“حتى لو مثلت كل الأفكار في ذهني معاً ، لا بد أن تختمر تماماً ، لا أحد يقرأ عجيناً”
“و كأن همّاً واحداً لا يكفي أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض فلا تنزل على الناس إلا معاً”
“لو احتوى القرآن و السنة معاً على كل شئ فى التشريع الإسلامى لما احتاج المسلمون إلى أقوال الخلفاء الراشدين و غيرهم من الصحابة ثم التابعين. و لو كانت هذه المصادر الثلاثة جميعها جميعها كافية لما احتاج الإسلام إلى قيام المذاهب الفقهية المتعددة سواء الأربعة السائدة و المذاهب قليلة الانتشار و المذاهب العديدة التى انقرضت ،،،”
“ترى لو شهدنا حوادث الحياة كلها دفعه واحدة , هل تصعب او تهون ؟ و هل يقع أثرها فى النفس فاجعا مرهقا او مضحكا سخيفا مغريا بالهزء و الابتسام ؟تشغلنا الحادثة اياما و شهورا فلا نفكر الا فيها و لا نحسب ان فى الدنيا امرا جديرا بالتفكير و الاهتمام غيرها , و لا نظن اننا نطيق العيش و نصبر على البقاء لو تحقق ما نحذره منها و لا نرضى من أحد أن يستخف بها و يستكثر ما نعيره اياها من الهم و القلق و الأهبة ثم تمضى الحادثة و تتبعها العاقبة بعد العاقبة فتصبح عندنا - نحن لا غيرنا - تسلية نرويها و نضحك منها و نتفرج بها كمان نتفرج برؤية المشاهد الفنية التى تقع لشخوص المسارح الخيالية !ترى لو رأينا الحادثة و عاقبتها أو الحوادث و عواقبها دفعة واحدة هل تكون كلها فاجعة كما نراها فى حياتنا ؟ أو تكون كلها خفيفة مسلية كمان نراها بعد فواتها ؟ و هل يكون اجتماع الحوادث بمثابة الفاجعة تضيفها الى الفاجعة فلا تقوى النفس على احتمالها ؟ أو تكون بمثابة الشىء يلغيه ما بعده فيطفىء بردها حرها و يذهب قيظها بشتائها !”