“يعني إيه كلمة وطن ؟ يعني أرض، حدود، مكان، ولا حالة من الشجن ؟وضعت عايدة الأغنية على صفحتها بالفيس بوك ، انهالت عليها التعليقات تثني على ذوقها في اختيار أغنية محمد فؤاد.حين وضعتها انتظرت أن يصرخ كل منهم بما يمثل له الوطن هل هو كما كتبه مدحت العدل وغناه محمد فؤاد ؟ أم أنه شيء آخر.لم يشف أحد فضولها لمعرفة ماهية الوطن لدى كل منهم.وحدها رضوى كتبت لها جزءا من الأغنية : شاي بالحليب على قهوة في الضاهر هناك، نسمة عصاري السيدة ودير الملاك.ثم كتبت لها : اشتقت لجلستنا في شرفة منزلك يا أبلة عايدة، تحتضننا نباتاتك بظلها.- اشتقت لحضن حكاياتنا.- هذا هو الوطن.دخلت شيري وكتبت: كحك العيد أتذكرين يا أبلة عايدة.عايدة : أبوكِ كان أحسن واحد ينقش الكحك.رضوى : خالتي ماتيلدا كانت تلقي بكل ما نصنعه أنا وشيري.- ههههههههه- ههههههههبتن كأنهن يجلسن في بيت إحداهن، يجتمعن حول مائدة حوار لا ينتهي، يتقاذفن ذكرياتهن كأنها كرة تركلها قدم واحدة، تدفعها يد الأخرى، تحركها رأس الثالثة؛ بلا رغبة أكيدة في انتهاء اللعبة.عقب هشام ضاحكا : كأنكن تجلسن على شاطئ ترعة بلدنا.ثم أكمل الأغنية : نشع الرطوبة في الجدار، ولا شمس مغرقة برد النهار، ولا أمك ولا أختك، ولا عساكر دفعتك والرملة نار.فكتبت رضوى : وأما نسافر والحدود يفصل ما بينها ألف ميل بنسيب سنين الحب والعمر الجميل.اختلفت أحاسيسهم تجاه وطنهم لكنها تصب في كلمة واحدة ... الحب.”
“ما في الحب شيء !! ولا على المحبين من سبيل !! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته”
“الحب ليس سوى حالة ارتياب؛ فكيف لك أن تكون على يقين من إحساس مبني أصلًا على فوضى الحواس، وعلى حالة متبادلة من سوء الفهم يتوقع فيها كل واحد أنه يعرف عن الآخر ما يكفي ليحبه. في الواقع هو لا يعرف عنه أكثر مما أراد له الحب أن يعرف، ولا يرى منه أكثر مما حدث أن أحب في حب سابق. ولذا نكتشف في نهاية كل حب أننا في البدء كنا نحب شخصًا آخر!”
“الحب من جانب واحد أعنف أنواع الحب ، وربما كان أخلدها.السبب : أنه لا توجد في هذا الحب منافسات ،ولا مشاحنات ، ولا مشاجرات ، ولا للفتور إمكانية ،ولا للملل احتمال ، ولا أمل في الفراق !”
“من احتقار المرأة أن يحال بينها وبين الحياة العامة والعمل في أي شيء يتعلق بها : فليس لها رأى في الأعمال ولا فكر في المشارب ولا ذوق في الفنون ولا قدم في المنافع العامة ولا مقام في الاعتقادات الدينية ,وليس لها فضيلة وطنية ولا شعور ملي.”
“وعاد الشيخ عبدالسميع يقول: وفوجيء صاحب المزرعة الاسترالي بأن قارئاً من أصل عربي يكتشف أن الوردة مكتوب عليها كلمة: اللهقال الأستاذ [العقاد]: بأية لغة يا مولانا؟أجاب عبدالسميع: بالعربية يا أستاذ .. ويقال إنهم وجدوا كلمة: محمد .. أيضاً .. ألا ترى في ذلك معجزة يا أستاذ؟ .. هل الإنسان في حاجة إلى دليل أقوى من ذلك على وجود الله؟ .. سبحان الله .. ماشاء اللهقال الأستاذ: يا مولانا .. وهل نحن في حاجة إلى أن نقرأ اسم المهندس الذي أقام الهرم الأكبر لنعرف أن مهندساً كبيراً قد أقامه؟ .. إن في قيامه وبقائه هكذا أكبر دليل على أن عقلية جبارة وراءه [..] وحتى إذا لم يجد الناس كلمة الله أو محمد على هذه الوردة، فنحن لسنا في حاجة إلى دليل على تنوع القدرة الإلهية في إبداع الكائنات .. النباتات والحشرات والحيوانات والإنسان والنجوم والكواكب. إن بعض الناس يتصور أن هناك طيوراً تقول لا إله إلا الله .. ولكن إذا كانت هذه أدلة على وجود الله، فالذي لا يعرف اللغة العربية لا يجدها كذلك .. ثم إن هذه الطيور أو هذه النباتات إذا كانت موجهة إلى كل البشر فلا ينبغي أن تكون بلغة واحدة .. إنما تكون بلغة كل دولة .. ولكن هذا خطأ في فهم قدرة الله .. فالله في كل لغة له كلمة. وكل كلمة لها تاريخ .. فالكلمات وأصولها لا تهم .. ولكن المعاني هي التي تهم .. فالله معنى وقدرة مطلقة لا أول لها ولا آخر .. وهذا المعنى هو الذي عبر عنه الإنسان من نصف مليون سنة .. ويظهر هذا المعنى على أدوات الطعام والعمل والعبادة في كل مكان عاش ومات فيه الإنسان”