“ الاستبداد يضطر الناس إلى استباحة الكذب والتحيل والخداع والنفاق والتذلل , وإلى مراغمة الحس وإماتة النفس ونبذ الجد وترك العمل، وينتج من ذلك أن الاستبداد المشؤوم هو يتولى بطبعه تربية الناس على هذه الخصال الملعونة . بناءً عليه يرى الآباء أن تعبهم في تربية الأبناء التربية الأولى على غير ذلك لا بد أن يذهب عبثاً تحت أرجل تربية الاستبداد ”
“قد صار من المقرر عندنا أن الأمهات لا يفلحن في تربية الأولاد حتى صار من المثل في الحطة ورداءة السير أن يقال : فلان تربية امرأة – على أننا نرى أن تربية المرأة في البلاد الغربية تفوق تربية الرجال، وأن أحسن الناس تربية هم من ساعدهم الدهر في أن تتولى تربيتهم امرأة وليس هذا بغريب فإن المرأة تمتاز على الرجل بغرائز طبيعية هي بها أقوى استعدادا للنجاح في التربية، ذلك أنها أصبر من الرجل فيما تحب , وأنها ألطف منه في المعاملة، وأرق منه في العواطف والإحساسات.”
“فسوء التربية هو الذي أوصل المرأة إلى هذا لأننا نربي المرأة على الشعور بانكسارها وذلها الآتيين من أنوثتها فتشعر بضرورة التجائها للرجل لتعيش تحت جناحه يطعمها ويكسوها من كيسه حتى لا تموت برداً ولا جوعاً وهو في مقابل ذلك يشترط عليها أن تحتجب عن الحياة حرصاً على أنانيته فيها فكيف يمكن بعد هذه التربية السافلة أن نطلب منها أن تكون زينة بيوتنا وأم رجال الغد وعوناً لنا على الحياة ؟ ومن ثم فلا رجا في تربية تسجل لنا النصر ي الحياة ما لم يزل في أعماقنا احتقارها واعتبارها خلقاً ناقصاً لا يقدر من نفسه أن يؤدي واجبه”
“انعكست آثار الاستبداد السياسي على وضعية المرأة ، وذلك لأن الحكومة التي تؤسس على السلطة الاستبدادية لا ينتظر منها أن تعمل على اكتساب المرأة حقوقها وحريتها ، و "ذلك لأننا لما كنا محكومين بالاستبداد ظننا أن السلطة العائلية لا تؤسس إلا على الاستبداد فسجنا نساءنا وسلبناهن حريتهن ، وكنا جهالاً فتخيلنا أن المرأة لا وظيفة لها ولا عمل إلا أن تكون موضعاً لشهوة الرجل ، وواسطة من وسائط مسراته”
“أسير الاستبداد العريق ، فيه ، يرث شر الخصال ، و يتربى على أشرها ، و لابد أن يصحبه بعضها مدى العمر.”
“الاستبداد مرض معد ينتقل دائما من السلطة للناس ويؤثر في سلوكهم اليومي لقد علمنا الاستبداد أن نحصر اهتمامنا في ذواتنا وأسرتنا وأولادنا وأن نترك ماعدا ذلك للحاكم يصنع به ما يشاء”