“امرأة تسير بثقة وتؤدة في غابة لا تهابها، تجد حجرا فتقلبه كي ترى ما تحته، تقابل وحشا فتمسح عليه بيدها فيسكن وتسأله عن قصته، تصادف طرقات فتطرقها، أشجارا تتسلقها، فواكه تقطفها وقبور موتى تدعو لهم. تجد مركبا في نهر فتتنزه به، أو بحيرة فتخلع ملابسها وتسبح فيها وتغري ماءها بجمالها حتى تتعب وتستلقي على الشاطئ بعدها وتنام.”
“شيئا فشيئا دخلت ثناياى، سارت فى الماضى وعرفت الحاضر. امرأة تسير بثقة وتُؤَدة فى غابة لا تهابها، تجد حجرا فتقلبه كى ترى ما تحته، تقابل وحشا فتمسح عليه بيدها فيسكن وتسأله عن قصته، تصادف طرقات فتطرقها، أشجارا تتسلقها، فواكه تقطفها وقبور موتى تدعو لهم. تجد مركبا فى نهر فتتنزه به، أو بحيرة فتخلع ملابسها وتسبح فيها وتغرى ماءها بجمالها حتى تتعبا وتستلقى على الشاطئ بعدها وتنام. ويوما بعد يوم صارت تعرف الغابة كلها، بحلوها ومرها، وتعرف كى تسير فى أكثر طرقها وعورة دون أن تصاب أو تؤلم صاحبها. وشيئا فشيئا، تركتنى أكتشفها، وفتحت لى حكاياها. ومثلما لم تكن حكاياتى كلها مشرقة لم تكُن هى بلا خطايا. لم تولد فى بلد آخّر، ولم تشقّ طريقها فى عالم مثالى، بل تعاملت مع الأفَّاقين والذئاب. أحيانا نجحَت فى صدِّهم وأحيانا نهشوها وأحيانا استسلمت لهم كى تعيش. لكننا أحبَّ كلانا الآخَر، وحين تحب حقا لن تحتاج إلى أن تغفر الماضى لمن تحب، بل ستحبه بماضيه وأخطائه التى جعلته من هو.”
“ما العمل حين تجد نفسك فى وسط يسوده السفهاء؟ تُصبح سفيهاً مثلهم أو تسبّ لهم الدين وترحل!”
“بعد عام نجد أنفسنا في مكان لم نخطط إطلاقا أن نصل إليه, أحيانا نتراجع, ولكن في معظم الأوقات لا يمكننا فعل ذلك فنواصل التقدم! وأحيانا نكون مصممين على المضي في طريق ونكون مستعدين للتضحية بالغالي والنفيس في سبيله. ونرد على أصدقائنا إن حاولوا ثنينا عن قرارنا بأننا نعلم الثمن الذي علينا دفعه ولكن لا مناص, فهذا الأمر ضروري لنا كي نظل أوفياء لأنفسنا, كيلا نفقد ذاتنا أو كي نحققها, أو كى هذا أو كى ذاك, وبعد 20 عاما ننظر خلفنا ,لا نتذكر أصلا لماذا فعلنا ذلك.”
“إنك لا تحب امرأة حقا حتى ترى نواقصها واحتياجاتها ولا يفزعك منها شيئا.”
“الأبوة ليست رؤية. ليست لقاء في مطعم أو متنزه وتمشية بجوار نهر أو زيارة للسينما. بل صحبة، وتعلّم، وارتباط، وقدوة، ونظرات تسأل وتجيب وتنقل ما في القلب.”
“كل فرار مؤقت، حتى يرتطم بك نيزك آخر من الاستبداد وضيق الأفق. وإن واصلتَ الفرار ستعيش فى فرار دائم. لا وجود لذلك الحلم الذى باعه لنا عمر الخيام ومن سار فى خطاه: لا وجود للحديقة الغَنَّاء التى تستلقى فيها مع حبيبتك على بساط آمن وتأكلان وتشربان وتلهوان وتتحابان وتنامان على وقع الموسيقى وتستيقظان فى حبور، دون أن تشغلا بالكما بالعالم وشروره. لا مكان يا يحيى لهذا الحلم إلا فى المنام. أما هنا، فلا أمان لك دون الآخرين. لن تجد الأمان وسط الرعب، وإن خُيِّل إليك أنك وجدته فاعلم أنه مؤقَّت، وستأتى عصا غليظة وتنقضّ عليه فى أى وقت. يمكنك التظاهر بالأمان. يمكنك مواصلة الحياة على الهامش متخيلا أن شيئا ما سيحميك: منصبك، قريب أو صديق، حسن سلوكك وبُعدك عن المشكلات، أو قلة أهميتك. لكن لا شىء من هذا يحميك حين تنزل عليك كف السلطان الظالم، على وجهك، أو مسرحك، أو فقاعتك التى صنعتَ لنفسك، أو على رأس مدينتك بكاملها، أو حتى على وجه ذلك الذى يسير بجوارك. عندها، حتى لو لم تُصِبْك الضربة مباشرة فتقتلْك أو تجرحْك أو تقضِ على فقاعتك، فإنها ستصيب جارك، وسترى ذلك بعينيك، وينكمش فيك شىء، ينقبض فيك شىء، ينغلق فيك شىء، تتعظ، وتصير من هذا اليوم وصاعدا، ناقص الحرية، ناقص الإرادة، ناقص الشجاعة، ناقص الرجولة، ناقص الإنسانية.”