“ويكفيك عِزًا وكرامة أنك إذا أردتَ مقابلة سيدك أن يكون الأمر بيدك ، فما عليك إلا أن تتوضأ وتنوي المقابلة قائلًا : اللَّه أكبر ، فتكون في معية اللَّه عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومدته ، وتختار أنت موضوع المقابلة ، وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردتَ .فما بالك لو حاولت لقاء عظيم من عظماء الدنيا ؟ وكم أنت ملاقٍ من المشقة والعنت ؟ وكم دونه من الحُجّاب و الحراس؟ ثم بعد ذلك ليس لك أن تختار لا الزمان و المكان و لا الموضوع ولاغيره!”
“أن تنسى شخصا أحببته لسنوات لا يعني أنك محوته من ذاكرتك، أنت فقط غيرت مكانه في الذاكرة، ما عاد في واجهة ذاكرتك.. حاضرا كل يوم بتفاصيله، ما عاد ذاكرتك كل حين.. غدا ذاكرتك أحيانا.. الأمر يتطلب أن يشغل آخر مكانه، و يدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات”
“إن كان الأمر مجرد ذاكرة ، فلا يفترض أن تطغى على حاضرك بهذا الاستبداد . أنت تعيش في الماضي كما لو أنك ما تزال في كوامبرا ، ثلاثين سنة إلى الوراء و أن زوجتك ما تزال حية . إذا استمريت هكذا ستصبح من عبدة الذكريات و ربما تبدأ بالكلام مع صورة زوجتك . أنا أفعل ذلك حقاً”
“الدعاء، في جوهره، هو أكبر وأعمق من مجرد أن يكون عندك طلبٌ ما، منه عز وجل..الدعاء في جوهره، هو أن عندك قضية. لديك دعوة ما. لديك هدف. لديك ما يملأ عليك حياتك لدرجة أنك تطلب منه عز وجل أن يعينك فيها..وهي ليست أي قضية.. إنها ليست قضية فحسب..بل هي قضية خير حصراً..إنها الانحياز إلى جانب محدد في الصراع الدائر في هذا العالم.. بل إن الأمر حتى أكبر من ذلك..إنه أن تكون أنت حامل هذه الدعوة، حامل هذه القضية، أنت المنادي بها..وهي قضية خير دايم، لا انفكاك عن الخير فيها..تعبر عنها من خلال "الصلاة"..لعله من نافلة القول هنا، أن إقامة الصلاة، بهذا المعنى، ستعني إقامة الخير، إنجازه وتحقيقه على هذه الأرض..والإقامة هنا، تعني تحقيق تلك الدعوة، تحويلها من "دعاء" إلى واقع..”
“هناك هدف و اعتزاز يفقدهم المرء حين لا يكون له وطن . و هذا الهدف يعني اعترافاً بك , اقراراً بوجودك . أما في العالم الخارجي فإنك لا شيء , عليك أن تعرَّف و تعيد التعريف بنفسك . تبدأ من الصفر في كل مرة . (( من أنت ؟ من أين أتيت ؟ ماذا تعمل ؟ ))”
“أتمنى أن لا تنجو من الأشياء التي تحب. أن تبقى سلطتها عليك جارحة بما يكفي. وتظل مألوفة لك. أن تتعثر بها كلما ظننت أنك نسيت وتزل قدميك. أن يخذلك الطريق في كل مرة. كما فعلت معي لمرات. أنت الذي دفعتنا للطريق الذي لا نحب.”