“فيما مضى كنتُ أظنُ أن الجموعَ محضُ ضحايا، ولستُ أخادعُ نفسي إذ لا يزال هذا الهاجسُ يعتمِل في نفسي، لكنَّ صوتُ الحقيقةِ يستصرخني في كل آنٍ، وكلِّ مشهَدٍ مِن مشاهد فجائع بني الإنسان؛ ليعلنَ لي أنهم ليسوا بمعزل عن الجرْم الكبير. لكنْ أي نفيٌ للحياة سيكون حين يُصنِّفُ كل أولئك في خانةِ الدخلاء على الحياة، هل سيكون للحياة مِن جدوى؛ إذا ما انتفى وجودهم فيها ؟”
“سألت نفسي ما جدوى الطب؟ ما جدواه ان كان لا يستطيع ع الاقل ان ينظم عشوائية الموت حين يأتي في غير اوانه .. أي فخر ان نعرف كل التشخيص ولا نعرف اقامة العدل”
“وعظتني نفسي فعلمتني حبّ ما يمقته الناس , ومصافاة من يضاغنونه , وأبانت لي أن الحب ليس بميزة في المحبّ بل في المحبوب . وقبل أن تعظني نفسي كان الحب بي خيطا دقيقا مشدودا بين وتدين متقاربين , أما الآن فقد تحول إلى هالة أولها آخرها وآخرها أولها تحيط بكل كائن وتتوسع ببطء لتضم كل ما سيكون”
“وبالنسبة لي، لعل أهم أثر جانبي لصوم رمضان فيّ، أنني" أستطيع – في رمضان- أن أختبر ما إذا كنت ما أزال سيد نفسي أم أنني صرت عبدا لعادات تافهة، وما إذا كنت ما أزال قادرا على التحكم في نفسي أم لا”
“أعرف مثلاً أنني -يوماً ما- سأقضي حياتي متنقلاً بين شقة وأخرى في المناطق التي لم أعش فيها يوماً في هذا البلد وتبدو لي غريبة. برج حمود مثلاً. المجتمع الأرمني يجذبني. ربما لأنني لا أعرف عنه كثيراً. يجنح بي الخيال لأرى نفسي في حضرة عجوز أرمنية في كرسي هزاز فيما أنا تحت قدميها، أجلس القرفصاء وأستمع لحكاياتها التي لا تنتهي عن بطل أرمني ما ذبحه الأتراك.وستخبرني العجوز الأرمنية عن الرمّان وهي تقدم لي بعض حبوبه. تقول لي أن كوز الرمان يحوي 365 حبة. تقول لي أن الرمان أنقذ العائلات الأرمنية من الموت المحتم في زمن الأتراك. في الكهوف جلسوا. كلٌّ بيده رمانة. حبة واحدة كل يوم. حبة تبعد الموت لعام كامل. هل هذا صحيح؟ الأرجح لا. لكنّ قصة الرمانة تبقى، شأنها شأن كل القصص، شأنها كل المشاهد التي رأيتها والتي لستُ حتى واثقاً من حدوثها فعلياً.”
“كل شيء في الانسان عادة. إن العادة هي المحرك الكبير للحياة الانسانية.”