“ملأني الغيظ. جاءت إلى ذهني الأفكار التي تأتيني كلما رأيت كلابهم السمينة المدللة: هؤلاء القوم يطعمون كلابهم بما يكفي لإشباع الأطفال في بلادنا. هؤلاء الأوربيون استنزفوا كل ثروتنا لعشرات السنين حتى أفقرونا وبنوا بلادهم, وها هم أولاء يطعمون بثروتنا المسروقة كلابهم.. إلخ إلخ. وتمنيت أن أمرّ بتلك الحديقة فأخنق كلابها واحدًا واحدًا حتى أستريح. ولكنني كنت أعلم أني لو خدشت أحدها فسيقتلني صاحبه.”
“لن أسمح لك أنت حتى أن تنفصل عني لو أردت ! .. أنت ملكي .. كنت ضائعا مني وقد وجدتك .. أريدك أن تبقى ملكي طويلا .. ملكي إلى الأبد”
“أشرق في ذهني أني حاولت كل شيء أن أكون ابنًا طيبًا و زوجًا جيدًا و أبًا بارًا و انسانًا له مباديء و صحافيًا له ضمير و عجوزًا و وقورًا يدير لمستقبل أبنائه بعد ان يموت .. أشرق في ذهني أنني حاولت كل شيء غير الفرح.”
“لا مهرب فلا تحاول. ارض بما يحدث. تقبل نعمة أن علمت ما لم تكن تعلم. ها أنت تعشق دون أن ترغب حتى أن تلمس. ليس مهمآ أن تفهم. لا ضروره لأن تسعد. هي جاءت. أنت أحببتها لا تريد منها شيئآ غير أن تعيش. هذا هو أول الأمر ومنتهاه. فلا تحاول!”
“ها قد جاءت آخر الأيام و أصبح كل إنسان يهذي بما يعرف وبما لا يعرف”
“لا أريد أن أرجع إلى البيت، لا أريد أن يقيدني مكان. أتمنى لو أحلق فوق هذا العالم الجداري الأصم الكثيف وأنت معي إلى دنيا أخرى ناعمة و شفافة لا يحدها الطوب ولا المواعيد ولا الصحف ولا الحروب ولا الجوع ولا الموت ولا هموم الأمس ولا مفاجآت الغد- دنيا نصنعها معا، لا عمر لها حتى ولو كانت قصيرة العمر، هنا والآن، دنيا تصحح كل الماضي وتمحوه، دنيا تصلح كل الحاضر ولا تبقي شيئا غير الفرح.”
“لا تتعجل نهاية الفرح ! .. فلا تتعجل النهاية . لا تفكر حتى في أن نهاية ستأتي”