“آه يا صديقي! لماذا لا ينبجس فيض العبقرية إلا نادرا جدا , ونادرا جدا ما يتدفق جدولا طاميا يغمر روحك المأخوذ؟ذلك أنه علا كلا جانبي هذا الجدول القدسي أقام أناس باردون محترمون مساكنهم, ولذا يمكن أن تتأذى حدائق أزهارهم و بيوتهم الصيفية بفيضان ذلك المجرى المهيب , ومن ثم حفروا الخنادق , واقاموا المتاريس والسدود, كي يصدوا هذا الخطر الماحق”
“أعدك يا صديقتي العزيزة أن أصلح من شأني, وأستمتع بالحاضر, وأطوي صفحة الماضي.ولا شك أنك على صواب يا خير صديق أذ تقولين أنه لخير للبشر لو كفوا عن تقليب ذكريات الاحزان الغابرة بخيالهم المتقد, بدلا من تحمل حاضرهم بصبر وطمأنينة, ولكن الله وحده يعلم لماذا جبل الناس على هذا”
“جميع الاساتذة و العلماء متفقون في الرأي على أن الأطفال لا يدركون علة رغباتهمولكن الكبار أيضا يجوبون الارض كالاطفالغير عالمين من أين جاءواو لا ايان يذهبونو قلما توجههم الدوافع الثابتةفهم كلأطفال الصغار يسيرون وراء اغراء الحلوى ويرهبون العصابيد أنه ما من أحد يعترف بهذا”
“من شأن الكدر و الفزع عندما يفاجئنا وسط استمتاعنا بمسراتنا ان يكون اشد وقعا على نفوسنا في أي وقت آخر, و تكون حساسيتنا ه اشد, و لعل ذلك راجع الى أن حواسنا عندئذ اكثر تفتحا للانطباعات و المؤثرات مما يجعل الصدمة اقوى واشد”
“و لكن وا أسفاه! عندما نبلغ مقصودنا ويتحول ما كان بعيداً"هناك"إلى ما هو حاضرٌ "هنا" اذا بكل شئ و قد تغير, واذا بنا على ما كنا فيه من فاقة و صيق , و اذا أرواحنا لهفانة متعطشة لم تزل إلى السعادة التي لا تنال”
“البشر بشر يا صديقي، وبالغا ما بلغ مدى قدرته على التفكير والتعقل فهذه القدرة لا تجديه فتيلا عندما تعصف به الأهواء والعواطف ويلفى نفسه محصورا في حدود الطبيعة الضيقة.”
“ما أندر ما ييفهم البشر بعضهم بعضا في هذا العالم!”