“وربما كان سبب الاحتفاظ بالمعتقلين الأبرياء هو خوف السلطة مما قد يقومون به من أعمال مضادة لهم، بعد أن اعتقلوا وأصبحوا حاقدين على النظام، نتيجة الاضطهاد والظلم الذي لحق بهم، خاصة إذا كانت الظروف العامة في البلاد تساعد على ذلك، كما يحصل في حالات الانتفاضات الشعبية..”
“وصدقت تماما مقولة رولان بارت. فإذا كانت صيدلية بيتنا تفضح للآخرين أمراضنا، فإن مكتبتنا قد تقول لهم أكثر مما نريد أن يعرفوه عّنا. خاصة إذا وقعوا على كتاب شاركنا في مواصلة كتابته على الهامش.”
“إذا انشغل الناس في المفاضلة بين رجال أحياء كان ذلك دليلا على حيوية المجتمع. وهذا هو ما يجري الآن في البلاد الراقية حيث يدور الجدل في أوقات الانتخاب حول فضائل رجال السياسة أو أمثالهم ليعرف الناس ما لهم وما عليهم. أما إذا اختلف الناس في فضائل رجال أموات كان ذلك دليلا على مرض المجتمع و اقترابه من الموت. ولا يهتم بالموتى إلا الذي يريد أن يموت و يذهب إلى حيث يعيش الموتى عليهم رحمة الله”
“فارجعوا هو أزكى لكم..و نبه في أدب الاستئذان إلى تقديم المهم على الطارئ، فأمر المستأذن أن يرجع إذا لم يؤذن له بعد ثلاث، ذلك أن المطروق عليه قد يكون في شغل هو أهم من هذا الطارئ الذي طرأ عليه، قال تعالى (و إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم). و هذا واضح في تقديم المهم على الطارئ و قول: (لا) للطارق الطارئ إذا كان الإنسان مشتغلاً بالمهم، و وجوب قبول ذلك منه.”
“تريدين أن أكتب ولا تعرفين إذا كان سهلاً أن نكذب على المباني المقتلعة أو نقلد السلالم المعلقة وحدها في العراء . إذا كان الاسم الذي نتمضمض به سيبقى حقيقياً بعد المرة الثالثة .إذا كانت الدموع ستبقى صحيحة , أم أننا لن نجد سوى سطر واحد من الأنقاض والموتى .”
“ثم تبين أيضا أن المضي بالدعوة في مسارها المشاهد اليوم في كثير من البلاد، مضيا لا يراعي الظروف الجديدة، إنما هو مقامر بمصير الأمة. ذلك أن هذا المسار يغلب فيه الاستعراض على الاستنهاض و يطغى فيه النداء على البناء.”