“المسلمون أحوج أهل الأرض إلى الرواد الذين يمهدون لهم سبل الكرامة ويدفعون عنهم مكايد العسف ونحن لن نتوانى عن أداء واجبنا الذى يسرنا الله له وأعاننا عليه وسنظل نساند قضايا الحق ونناصر أهله حتى نلقى الحق جل شأنه صادقين أوفياء فأنا فى هذا الكتاب أعاتب قومى والمعاتب يذكر ما يؤلمه لا تنديدا به ولكن استنكارا للسيئة ممن ليس لها أهلا وإزعاجا للذاهل حتى يستفيقولما كنت شديد الإحساس بالمثل العليا التى جاء بها الإسلام فإنى كذلك شديد الأسى للواقع السوء الذى وصلنا إليه وقد حشدت أخطاء قرون متطاولة فى صحائف متجاورة وطلبت من مسلمى اليوم أن يفكروا فيها ويتعظوا بها ويقلعوا عنها”
“وذلك أن الحق الذى لا باطل فيه = هو ما جاءت به الرسل عن الله ، وذلك فى حقنا ، ويُعرف بـ(الكتاب والسنة والإجماع) ، وأما ما لم تجئ به الرسل عن الله ، أو جاءت به ولكن ليس لنا طريق موصلة إلى العلم به = ففيه الحق والباطل”
“الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكدالفكر. إن آيته الأولى: هى البساطة! وميزته التى سال بها فى الآفاق: هذه السهولةالبادية فى عقائده ٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك بهمتاهات الفلسفة ٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني فى البحث عن الحق ٬ بعيدا عن هدايات الله ٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده !! كما أن من أشد الإساءات ٬ أن يتسلطعلى هذا الدين أقوام لهم عاطفة ٬ وليس لهم ذكاء ٬ أو لهم ذكاء ٬ ولكن الهوى يميل بهم عنالصراط المستقيم”
“إن التفكير الواقعى فى معالجة شئون الناس هو الذى أنجح الإسلام قديما ٬ وجعل الناس يدخلون فى دين الله ٬ أما معظم مسلمى اليوم فأبعد شىء عن قضايا الشعوب المصيرية الشاملة!”
“الحق أن عالمنا الإنسانى عالم شديد القسوة ، وما أضيع الفلسفة التى تعب أصحابها فى الدعوة إلى القسوة وتحقيق تنازع البقاء ، فهى فى الحق تحصيل حاصل وجهد ما كان أحرى باذليه بالضن به.”
“المؤمن الحق ٬ لا يكترث بأمر ليس له من دين الله سناد. وهو ٬ فى جرأته على العرف والتقاليد ٬ سوف يلاقى العنت. بيد أنه لا ينبغى أن يخشى فى الله لومة لائم ٬ وعليه أن يمضى إلى غايته ٬ لا تعنيه قسوة النقد ٬ ولا جراحات الألسنة . والباطل الذى يروج حينا ٬ ثم يثور الأقوياء عليه فيسقطون مكانته. لا يبقى علي كثرة الأشياع أمدا طويلا ٬ ورب مخاصم اليوم من أجل باطل انخدع به ٬ أمسى نصيرا لمن خاصمهم ٬ مستريحا إلى ما علم منهم ٬ مؤيدا لهم بعد شقاق . عن ابن عباس رضى الله عنهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه . وأسخط عليه من أرضاه فى سخطه ! ومن أرضى الله فى سخط الناس رضى الله عنه . وأرضى عنه من أسخطه فى رضاه !! حتى يزينه ويزين قوله وعمله فى عينيه “ . فليجمد المسلم على ما يوقن به وليستخف بما يلقاه من سخرية واستنكار عندما يشذ عن عرف الجهال ٬ويخط لنفسه نهجا ٬ يلتمس به مثوبة الله عز وجل ٬”