“صلاة الجماعة تعطي ذلك الشعور الطاغي أنّك فقدت فرديّتك المزمنة وعزلتك السريّة وتمنحك ذلك الانتماء للآخرين الذين ينتمون بدورهم إلى الجماعة، وهو شعور ( رغم الغموض الذي قد يكتنفه ) إلا أنه يمنح في الوقت نفسه الطمأنينة والسّكون.”
“صلاة الجماعة تحقق الانتماء، وتعطيك تلك الهوية: لم تعد وحدك. صار لك جماعة، لن تنصهر ملامحط تمامًا ولن تضيع استقلاليتك، لكن حدودك لن تتمايز إلا عبر تفاعلها مع الجماعة.”
“أتعرف ذلك الشعور بالأسى ؟ذلك الشعور الذي لا يعطيك متنفسا لأحزانك ..لا يجعلك قادرا على العويل أو التفجع أو الصراخ ..إنه يحول كل ذلك إلى موات ...موات لخلايا داخل الجسم ...لا تعود للتجديد مرة أخرى ..أنه الفقدان ...شعور قاس لا يعوض”
“صلاة الجماعة، كتحصيل حاصل، تجعل منّا بعشرين، أو بخمسة وعشرين أو بسبعة عشرين. ( وعمليًا، إذا كان الفرد الواحد الذي يصلّي جماعة يساوي سبعة وعشرين شخصًا من أولئك الذين يمشون في الأسواق فإنّه - عمليًا - يكون فعلًا أقوى شخص في العالم. وليس أقوى منه وأصلب إلا شخص مثله؛ يصلّي الجماعة ).”
“لقد بلغت الخامسة والسبعين من عمرها ولمّا تجرب ذلك الشعور الذي يقبض على حبّة الكبد فيفتتها. ذلك الشعور الذي يخلّف فراغاً روحياً وانقباضاً قي الصدر، كتأنيب الضمير، شعور الحنين إلى الوطن.”
“لا يمكن لعاقل قط أن يذهب إلى حد الظن بأن هناك - في أي زمان ومكان - شئ اسمه الحرية المطلقة، حتى في شريعة الغاب: الذي يخرج على ما تعتبره الجماعة مقدساً توقفه الجماعة عند حده ، والمفروض أنه في المجتمع المتدين تقوم الدولة بمهمة التأديب اللازم لمن يؤذي الشعور العام.”