“إن العودة باللغة المتكاملة النامية المتطورة الشاملة إلى لُغَيَّة محدودة، أو إلى بقايا تلك اللّغيّة لمجرد أنها محكية أو عفوية، لا يَرْقى بلساننا إلى الذوق الجماعي الذي يعبّر عن أدق الفكر كما يَفْرض أعذب الشعر، و الذي يواكب الحضارة التكنولوجية الحديثة مثلما ينظم الأزجال، و يجنّح الخيال، و يسبح مع عروس البحر!!”
“"الهرب هو نوع من ((الخروج)) أو الانطلاق إلى أى مكان آخر .. فساكن المدينه يهرب إلى الريف , و ساكن الريف يهرب الى المدينه , و الجميع يهربون إلى البحر ... و يهربون من الحاضر إلى الماضى و إلى المستقبل .. و من الأرض إلى الكواكب أخرى ... و من الواقع إلى الخيال ... و من قوانين العلم إلى تهاويل الفن .. و من العقل إلى الذوق .. و من كل شئ إلى السحر و السر و الدين .. إلى الأدب و الموسيقى و الفن و الفلسفه ..”
“و اللغو فارغ الحديث، الذي لا طائل تحته، و لا حاصل وراءه. و هو الهذر الذي يقتل الوقت دون أن يضيف إلى القلب أو العقل زاداً جديداً، و لا معرفة مفيدة. و هو البذيء من القول الذي يفسد الحس و اللسان، سواء: أوجه إلى مخاطب أم حكي عن غائب.”
“حينما يبتدأ السير إلى الحضارة، لا يكون الزاد بطبيعة الحال من العلماء و العلوم، ولا من الإنتاج الصناعي أو الفنون، تلك الأمارات التي تشير إلى درجة ما من الرقي، بل إن الزاد هو (المبدأ) الذي يكون أساسا لهذه المنتجات جميعا.”
“و يقال دائماً عن الشخصية المصرية أنها تتميّز بالتسامح الذي يصل أحياناً إلى حد التسيّب و عدم المثابرة ، بالرغم من الحماس الشديد الوقتي الذي سرعان مايخمد ، و إلى الإعتمادية مع إيثار الفردية في العمل على روح الجماعة .”
“لا تزال حرية الفكر عندنا مقيدة بقيود عظيمة تضيق على المفكرين الخناق، و لا يزال هؤلاء المفكرون يتحملون العقاب و الإدانة بمختلف التهم، من اتهامهم بأنهم كفرة ملحدون، أو متحللون فاسدون، أو مارقون عن العروبة، إلى آخر ما تحتويه تلك القائمة الطويلة من الإباحية و الشعوبية و العمالة ،،،”