“إن "الحضارة" ليست مجرد البراعة في الانتاج المادي، وإن كان هذا مطلوبًا للنجاح والتمكين في الأرض، ولكن هذه البراعة وحدها، من غير الالتزام بالمنهج الصحيح لا نتشئ حضارة حقيقية، أو قل إنها تنشئ "حضارة جاهلية" إن صح التعبير ..حضارة تحقق جانبًا من كيان الإنسان ولا تحقق كيانه كله، ولا تحقق أثمن من فيه ..وتدمره في النهاية!”
“ليست حرية الفرد من منح الحضارة، فهذه الحرية كانت في أقصى درجاتها قبل نشوء أية حضارة.”
“إن الإسلام قيمة حية، و حضارة راقية، و هو حاجز نفسي عظيم في دعم الإنسان لمواجهة أخطار الحياة، و عامل من عوامل التوازن النفسي و التكامل البشري، و موازينه الأخلاقية من أهم أسباب تقدم الإنسانية و عمارة الكون، و الخلافة عن الله في هذه الأرض.”
“فكل شيء في حضارة مصر القديمة كان من أجل الموت .. فالناس ولدوا ليموتوا .. أو ولدوا ليستعدوا للموت.”
“ولا بد في تحقق الإيمان من اليقين، ولا يقين إلا ببرهان قطعي لا يقبل الشك والارتياب. ولا بد أن يكون البرهان على الألوهية والنبوة عقليا، وإن كان الإرشاد إليهما سمعيا. ولكن لا ينحصر البرهان العقلي المؤدي إلى اليقين في تلك الأدلة التي وضعها المتكلمون، وسبقهم إليها كثير من الفلاسفة الأقدمين، وقلما تخلص مقدماتها من خلل، أو تصح طرقها من علل، بل قد يبلغ أمِّيٌّ عِلم اليقين بنظرة صادقة في ذلك الكون الذي بين يديه، أو في نفسه إذا تجلت بغرائبها عليه. وقد رأينا من أولئك الأميين ما لا يلحقه في يقينه آلاف من أولئك المتفننين، الذين أفنوا أوقاتهم في تنقيح المقدمات وبناء البراهين، وهم أسوأ حالا من أدنى المقلدين.”
“إن كل ما كسبه الانسان من الحضارة هو مقدرة أشد على تحمل أنواع جديدة من المؤثرات الشديدة – ليس أكثر. وبتطور هذا التعدد فإن الانسان قد يجد تلذذاً في سفك الدماء. بل إن هذا هو ما حدث له بالفعل. ترى هل لاحظتم أن أشد الناس حضارة هم أمهرهم في الذبح والسفك؟”