“في حينا بيتٌ دائمُ الخلاف .. صغيرهم مهضوم الحق في الميراث .. اقتص بتخريب الحقول و إحراق دوالي الأعناب.. وكبيرهم مختالٌ ظالمٌ جبار .. رد بتحطيم الغرف وتهشيم الجدران .. و بينهم تعيس حظ يجول في الحي متغنياً " أن فقدنا الحقل والدار فاعتبروا يا أهل الحي هذا لكم إشعار فما بين نزاع الأخوة لأحدهم انتصار”
“في حينا فصلٌ صغير .. أطفاله كُسالى و مُصابون بالتقصير .. فعمد أهلنا للِقاء المدير, بغاية الاستقصاء فقط و التحقيق.. فخرج إليهم متبجحاً أن لست أنا المعنيُ في هذا يا سادة! .. فأنا لست هنا سوى مدير !! و إن أردتم السؤال فعليكم بالمدرسين , فتبادل أهل الحي النظرات حتى حين ثم ببرهة تلقف كلاً منهم حصوة وانهالوا عليه رجماً مرددين "من لم يكن على منصبه قائم و مسؤول .. فلعنة علينا إن لم يكن تنحيه بسواعدنا أمرٌ محتوم !! ”
“إجتمع ثلاثة رجال للبت في قضية أرض طالها خلافٌ بين أهل الحي .. فقال الاول : لنتقاسم الارض فهذا أقرب للعدل .. وقال الثاني : لنستشير الشرع والقانون فهو الحكم الامثل في البت .. أخرج الثالث مسدسه وأفرغه في الاثنين ومن ثم قال : لنتحاور سوية مرة أخرى !”
“عندما كنا صغاراً كنا نتناقل " النكات " عن أهل مدينة حمص فنضحك ونتسامر ونعيد البهجة لنُفوسنا .. و عندما كبرنا بتنا نتناقل " الملاحمَ " عن أهل مدينة حمص فنفخر و نُعجب فنسترد الإرادة في صدورنا.. فلا عجب إن قيل لي من أين أنت يا فتى ؟ أن أرد بفخرٍ : أنا من دولة في قلبها مدينة تُضحك الصغار , تُعلي هامات الشباب و تعلم الدروس والعبر لمن بقيَّ من الرجال !”
“يا ساقيَّ الناس ظلماً , ستظمأ ! .. يا باعث الخوف جمراً , ستجزع ! .. ويا قاص الهراء جهراً , ستكشف !.. ويا مغمض العين عن قوله (( بل تاتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون) فإسمع .. إن الرجال قد قالوا قولاً سيردع .. ظلمك وبهتانك عليك سيرجع .. وعونك من حولك خوفاً سيهرع .. وذات يوم إسمك حين يذكر .. سيقول الفتية في الحي كانَ ظالمٌ ولكن الله قد أنصف !”
“الأمرٌ بسيطٌ جداً .. فالفرق بين من تُحب و غيره .. أن الاول تتشابه الأماكن معه و الثاني يتشابه هو مع الأماكن .. الأول تقرأ القصائد في طياته و الثاني تقرأه في طيات القصائد .. الأول يذكرك فيه كل شيء و الثاني يكفي فحسب بضع شيء !”
“وكثيرٌ من همس العشق والغزل ..في ليلةٍ بين إثنين هما أنا و أنت ... قمرٌ ونجم يشاركاننا حباً و وداً دون كلل ...و شمسٌ تهللُ ألا تحيةً على أهل الحب .. وتمضين أنت مثل اليوم .. وأبقى عبثاً أبحث بين غيم وقمر عن همس منك .. وتطل الشمس فتصمت حزناً على حزني”