“سل السياسة عن هذا فهى التى تحسن التفريق بين بين الأصدقاء والتقريب بين الأعداء .. وهى التى تحسن ان تنسى الناس أنهم كانو رفاقا فى الصبا وزملاء فى الشباب واخلاء فى الكهولة .. وسل السياسه فهى التى تحسن أن تقيم المنافع العاجلة مقام المودة الباقية”
“ ألم تكن غريبة هذه الصداقة بيني و بين هذا الشاب على ما كان بيننا من الأئتلاف و الأختلاف؟ أكانت صداقة خالصة ام كان وراءها أكثر من الود الذي يكون بين الأصدقاء؟”
“وانما هى حياة الناس ياسيدتى تقوم على التكلف اكثر مما تقوم على الاسماح وتجرى على الرياء اكثر مما تجرى على الأخلاص وتمضى على الكذب اكثر مما تمضى على الصدق وتعطى من الناس صورا ليس بينها وبين نفوسهم صلة”
“ان اخفاء المودة يوشك ان يمحوها , وان اسرار الإخاء يوشك ان يقتله , وان التصريح بالكذب والنفاق واعلان التباعد والخصومة يوشك ان يجعل الكذب والنفاق والتباعد والخصومة اصولا لما نتسانف من حياة”
“فقد قضى على الناس أن يموت منهم من يموت ،ويحيا منهم من يحيا ، وأن تكون الذكرى هي الصلة بين أولئك وهؤلاء ، وأن يكون في الذكرى كثير من الحزن والألم ، وقليل من الراحة والدعة وأن تعمل الايام عملها على كر النهار ومر الليل ، فيسعى العزاء إلى النفوس شيئا فشيئا ، فيقرها ويهدئها ولعله ينتهي بها الى النسيان”
“ليس لهما بد من أن يستقلا بحياتهما ولا يكونا عيالا على قريب أو غريب واستقلال الأفراد كاستقلال الجماعات، لا يهبط لهم من السماء ولا ينجم لهم من الأرض، وإنما يكتسب اكتسابا، ويبتغى إليه الوسائل، وتسلك إليه السبل التى تستقيم بأصحابها حينا وتلوح بهم حينا آخر”