“على أن أزمة المصير الإنساني بالنسبة للفرد إنما تتركز مهولة ومخوفة في الموت نفسه هذا الحادث البيولوجوي الذي نهتز منه رعبا وفرقا.وعلى الرغم من أن شمول المأساة يخفف من وقعها فالموت رغم شموله جميع الأحياء من بدء الحياة إلى مُنتهاها لا يزال الهول الذي يبعث في حياتنا الجزع والألم.وكل محاولة لحل أزمة مصيرنا تخفق لا محالة إذا هي عجزت عن تفسير الموت تفسيرا يطمئننا ويجعل بيننا وبينه جوا من الثقة..ماالحل؟#لقد واجهت أحاديث الرسول ظاهرة الموت على النهج الذي يزيل عنه ضراوته وبأسه.فهو أولا ليس فناء مطلقا لا يلتقي بعده الأهل والأحباب بل هو إنتقال يتلوه لقاء وخلود..وهو كحادث عضوي ليس محنة لروح الإنسان الطيب الصالح.بل يحكي لنا الرسول صورة الموت للذين عاشوا حياة خيرة فيقول:"إذا حضر المؤمن أتت ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون:اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح مسك"ولقد قال بعض أصحابه يوماَ:"يارسول الله إنا لنكره الموت"فأجابهم عليه الصلاة والسلام:"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه”
“:من أهداف سورةالإسراءروى سيدنا على بن أبي طالب(رضى الله عنه)عن رسول الله (صل الله عليه وسلم) يوضح أهمية القرأن في حياتنا, وأنه طوق النجاة لمن يتخذه إماما. يقول عليه الصلاة والسلام"ألا إنها ستكون فتنة. فقال سيدنا علي: فما المخرج منها يارسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وفيه خير ما بعدكم وحكم ما بينكم. هو بالفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم, وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولاتلتبس به الألسنه ولايشبع منه العلماء ولايبلى من كثرة الرد ولاتنقضى عجائبه. وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا إنا سمعنا قرأن عجبا. من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعى به هدي إلى صراط مستقيم”
“ليس المؤمن هو الذي لا يعصي الله، ولكن المؤمن هو الذي إذا عصاهرجع إليه.”
“و أنا يا رفاق أخشى الموت كثيراً ...و لست من هؤلاء المدعين الذين يرددون في فخر بطولي ...نحن لا نهاب الموت ...كيف لا أهاب الموت و أنا غير مستعد لمواجهة خالقي ...إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان ...و كفاني أن "عمرو بن الخطاب" _رضي الله عنه_ أعلن أنه يخسى الموت كثيراً ...فأين نحن منه ...”
“ويرسل الرسول رياح التفاؤل رخاء مطمئنة ويبث الرجاء في الله والأمل في رحمته بثا رحبا فيقول:"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ”
“المصدر: كتاب شرح رياض الصالحين لابن عثيمين عن أبي يعلي شداد بن اوس_ رضي الله عنه_ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمني علي الله))([ 104 ].) رواه الترمذي وقال صحيح حسن. قال الترمذي وغيره من العلماء: معني: (( دان نفسه)) أي: حاسبها. الشرح قوله: ((الكيس)) معناه الإنسان الحازم الذي يغتنم الفرص ويتخذ لنفسه الحيطة حتى لا تفوت عليه الأيام والليالي فيضيع. وقوله : (( من دان نفسه)) أي: من حاسبها ونظر ما فعل من المأمورات وماذاترك من المهينات: هل قام بما أمر به، وهل ترك ما نهي عنه، فإذا رأي من نفسه تفريطا فيالواجب استدركه إذا أمكن استدراكه، وقام به أو بدله، وإذا راء من نفسه انتهاكا لمحرم اقلع عنهوندم وتاب واستغفر. وقوله: (( عمل لما بعد الموت)) يعني عمل للآخرة، لان كل ما بعد الموت فانه من الآخرة، وهذا هو الحق والحزم، إن الإنسان يعمل لما بعد الموت، لأنه في هذه الدنيا مارا بها مرورا، والمال هو ما بعد الموت، فاذا فرط ومضت عليه الأيام وأضاعها في غير ما ينفعه في الآخرة فليس بكيس، الكيس هو الذي يعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وصار لا يهتم إلا بأمور الدنيا، فيتبع نفسه هواها في التفريط في الأوامر، ويتبع نفسه هواها في فعل النواهي، ثم يتمني علي الله الأماني فيقول: الله غفور رحيم، وسوف أتوب إلى الله فيالمستقبل، وسوف اصلح من حالي إذا كبرت، وما أشبه من الأماني الكاذبة التي يمليها الشيطانعليه، فربما يدركها وربما لا يدركها. ففي هذا الحديث: الحث علي انتهاز الفرص، وعلي إن لا يضيع الإنسان من وقته فرصة إلا فيما يرضي الله_ عز وجل_وان يدع الكسل والتهاون والتمني،فان التمني لا يفيد شيئا، كما قال الحسن البصري رحمه الله: (( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي،ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال)). فعلينا أيها الاخوة إن ننتهز الفرصة في كل ما يقرب إلى الله من فعل الاوامر و اجتناب النواهي، حتى إذا قدمنا علي الله كنا علي اكمل ما يكون من حال. نسأل الله إن يعيننا وإياكم علي ذكره وشكره وحسن عبادته.”
“أنا يا رفاق أخشى الموت كثيراً .. و لست من هؤلاءالمدّعين الذين يرددون في فخر طفولي: نحن لا نهاب الموت .. كيف لا أهاب الموت و أنا غير مستعد لمواجهة خالقي ؟!!إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان ...”