“دعني أشعل لك هذه السيجارة.. إنها العاشرة.. هذه الأيام تدخن كثيرا.. ليتني أعرف ماذا تعني هذه السجائر بالنسبة لك! أهي لذة إحراق شيء؟ أهي لذة إشعال شيء والتفرج عليه؟ كل الناس عندك سجائر يستحقون الحرق.. أو كل كلامك سجائر ملفوفة رقيقة.. ثم هي بعد ذلك دخان في الهواء!”
“انظر إلى حياتك كل يوم.. انظر ولو مرة واحدة.. هات ورقة وقلما واكتب بالضبط ما الذي تفعله أو فعلته اليوم.. لا تخجل إذا أغمضت عينيك وتركت القلم يكتب ثم وجدته يرسم ثورا يدور في ساقية.. فليس عفريتا هو الذي كتب لك.. هذه هي الحقيقة.. أنت تدور وتدوخ.. تذوب.. تتلاشى.. أنت لا تدري ما الذي تفعله.. ولكنك أعمى.. أعميت نفسك.. وليس غيرك أحسن ولا أسوأ حالا منك.”
“قصة ابن لأم مريضة تعبت وشقيت حتى تعلّم ابنها وعمل!لا أقول هذه القصة ولا أحبها، وأرفضها فهي مليئة بالادعاءات .. فأولا: أتصور أنني كنت فقيرًا وأنا اليوم غني .. وهذا وهم ..ثانيًا: كأنني أقول إنني كنت لا شيء ثم أصبحت شيئًا .. وهذا وهم .. وثالثًا: كأنني أريد أن أقول إن المسافة بيني الآن وبين الماضي قد بعدت في الزمان وبعدت في المكان، وأنني لابد أن أذكرها حتى لا ينسى الناس ..الناس؟، وهل هذا مما يعني الناس؟، إن أحدًا لا تعنيه هذه القصة ..ثم هناك وهم آخر، هو أنني قطعت الطريق وحدي دون مساعدة من أحدٍ أو دون حظ؟لا شيء قد تغير .. لا شيء .. فأنا مازلت فقير النفس .. متسول العقل .. مهلهل القلب .. وأنا وأفكاري وعواطفي على باب الله!”
“آه··لو كانت أفكاري وعواطفي ملفوفة كلها على هيئة بكرة خيط··لها أول ولها آخر· ولها اللون الذي يعجبني ··آه لوكنت أستطيع أن أرتب هذه الخيوط بالشكل الذي يعجبني·آه··لو كنت أعرف مايدور في عقلي··وفي قلبي وفي معدتي ··أنني كثيرا اتلخبط في مشاعري ·· فأحس بالصداع في معدتي، وأحس بالمغص في عقلي،وبالقرف في قلبي··أنني لا أعرف أين يوجد الحب ،ولا أين توجد الكراهية··ولا أين الجوع والعطش··”
“كل شيء في الدنيا تعب، إلا الموت فهو نهاية كل تعب ..”
“ما الذي بين الناس؟ ما الذي يجمع الناس؟وما الذي يفرقهم؟ ما الذي يرضي؟ وما الذي يغضب؟ ما الذي يسعد؟ وما الذي يتعس؟ كل شيء سبيل إلى أي شيء وكل شيء؟”
“إنني لم أعرف الكثير جداً من هذه الدنيا، ولم أعرف إلا القليل جداً من نفسي.. فعيناي مفتوحتان على الدنيا، ولكنني بلا عينين عندما أنظر إلى داخلي.. إلى الزحام داخلي.. إلى الوحشة المظلمة في أعماقي.. إلى الإنسان الذي نسيته يصرخ ولا أسمعه ولا أتبينه.. ولا أعتقد أنني سأستطيع يوماً ما.. فقد اتسعت المسافة بيني وبينه.. أو.. بيني وبيني.. وإنني في حاجة إلى ترجمان. ترجمان صديق.. يخبرني ماذا أريد أن أقول لنفسي.. ماذا أريد من نفسي، ماذا أستطيع.. ما الذي أقدر عليه..”