“كنت أجد في حزن الشعر شيئا آخر غير الحزن ، أو بجانب الحزن ، أنظر ، حين تحزن وأنت تسمع شعرا أو أغنية ألا تشعر أنك أصبحت مختلفا ، ألا تشعر أنك أصبحت تحس أشياء لم تكن تعرف أنت أنها في داخل نفسك ؟ أليست هذه الدموع أيضا فرحة وأنت تلتقي فجأة بذلك الجزء الغائب من نفسك ، الجزء الأفضل والأحسن الذي لا تعرفه إلا بالشعر ؟”
“أنت أصبحت تحيرني . لم أعد أفهمك”
“أعرف أنك منذ مدة كففت عن أن تقرأ ماكبث أو غيرها. لم تعد تقرأ غير الكتب التي تثبت لك أنك علي حق وأن كل الآخرين علي خطأ. ولكن احذر يا خالد!.. احذر لأن كل الشرور التي عرفتها في الدنيا خرجت من هذا الكهف المعتم. تبدأ فكرة وتنتهي شرا: أنا علي حق ورأيي هو الأفضل. أنا الأفضل إذن فالآخرون علي ضلال. أنا الأفضل لأني شعب الله المختار والآخرون أغيار. الأفضل لأني من أبناء الرب المغفورة خطاياهم والآخرون هراطقة. الأفضل لأني شيعي والآخرون سنة أو لأني سني والآخرون شيعة. الأفضل لأني أبيض والآخرون ملونون أو لأني تقدمي والآخرون رجعيون. وهكذا إلي ما لا نهاية. انظر يا خالد إلي ما يدور في الدنيا الآن. انظر إلي تلك الحرب التي لاتريد أن تنتهي بين العراق وإيران وكل طرف فيها علي حق ومفاتيح الجنة تُوزع دون حساب والدم ينزف دون حساب. انظر إلي تلك المجزرة في لبنان وشعب الله المختار يستأصل شعبا غير مختار ويقول قائد جيشه "العربي الجيد هو العربي الميت"!.. كل ذلك القتل لأن القاتل دائما هو الأفضل، هو الأرقي، وعجلة المجازر تدور طوال الوقت لتستأصل الآخرين، الأغيار، أعداء الرب، أعداء العقيدة الصحيحة، أعداء الجنس الأبيض، أعداء التقدم.. الأعداء دائما وإلي ما لا نهاية. مع أنه لا توجد في العالم حرب شريفة غير تلك التي تدافع فيها عن بيتك أو عن أهلك أو عن أرضك وكل حرب غيرها فهي قتل جبان”
“أفكر في هذا الطفل الذي يطاردنا حتى آخر العمر ، ألا توجد طريقة للتخلص منه ؟”
“أرجوك لا تسألني اليوم عن الحزن، سيأتي في موعده، فدعنا علي الأقل ننساه في هذه اللحظة.”
“كانت تشعر بحبه المكتوم لها مثلما تشعر بذلك كل إمرأة”
“كل ما يحدث خارج نفسك لا وزن له, المهم هو ما تبطن, الحق في داخلك أنت, والكرامة الحقيقية هي أنت”