“((نسيوا ! )) .. قالت راء لنفسها ببعض الأسي .لم ينسوا .. انتظروا وصول ابيهم فى المساء , اجتمعوا حولها و قدموا لها هدية و قبّلوها و غنوا لها ...ثم أبرز لها 4 صورة رسمها ... قدمها لها ... ألقى بنفسه عليها و احتضنها بقوة و قال : " باحبك جدا يا ماما راء , و حتى و انت بتعلمينى حاجات غلط , باحبك ... و الغلط اللى بتقوليه باكتشف وحدى إنه غلط ...فمش مهم !”
“و لكن كوابيس النوم تقتصر في الغالب على بضع صور صامتة و خوف المطارَد أو الشعور بالاختناق. الكوابيس وديعة و طيبة و لها حدود.هنا يفيض الجنون: طائرات تقصف. بوارج. مدفعيات ثقيلة. قنابل.... ينقطع الماء. تنقطع الكهرباء. و الخبز ينقطع. تذهب للبحث عنه، تنفجر الأرض بين قدميك. سماء الله تعاديك على مدار اليوم. حصار من الجهات الستّ.”
“بامكانها أن تقول نعم أنا سليمة بنت جعفر، أنشأنى رجل جليل يصنع الكتب و احترق قلبه يوم شاهد حرق الكتب فمضى فى صمت نبيل، و أنا يا جدى صرخت ساعة التعذيب، صحيح، و اختل منى العقل و البدن، لحظات يا جدى .لحظات، و لكنى لم أقل شيئا تخجل منه”
“تنتظر حتى يهبط الليل و يأوى اهل الدار الى فراشهم فتسرج القنديل و تقرأ فيتسع السجن,رويدا رويدا يتسع ثم تتبدد قضبانه فى ضوء شمس تسطع من الكتاب و عقلها.”
“الحياة واسعة و ضيقة. لما نكون فيها نزرع و نقلع و نربّى و نكبّر و نشيل و نحط و نروح و نرجع و نطلع و ننزل و نحب و نكره و نحمل الهم و ننتظر الفرج ، تكون واسعة. و لأننا فيها، عن يميننا ناس و شمالنا ناس و فوقنا ناس و تحتنا ناس، الكل مهموم أو فرحان و الكل فيها... تبقى واسعة. و لو وقفنا بعيد، نقول ضيقة مثل خرم الابرة ، و نقول ايه يعنى نعيش عشان نموت ، و نبنى و البنا نهايته هدد،و نعمر و الريح تاخد ، و نكبّر و نفتح كفوفنا نلاقيها قاضية. أنا بقول نعيشها نشوفها واسعة حتى لو ضاقت ، و لما نفكر فيها من بعيد نشوفها خانقة و ضيقة و لا معنى و لا لزوم.”
“يقررون عليه الرحيل . يسحبون الارض من تحت قدميه و لم تكن الارض بساطا اشتراه من السوق ، فاصل فى ثمنه ثم مد يده إلى جيبه و دفع المطلوب فيه و عاد يحمله الى داره و بسطه و تربع عليه فى اغتباط .لم تكن بساطا بل ارضا ترابا زرع فيه عمره و عروق الزيتون . فما الذى يتبقى من العمر بعد الاقتلاع، و اى نفع فى بيع او شراء؟ و لماذا يخرجون مكنون بيوتهم تتعثر الاقدام فيه؟ ما الذى تمنحه حفنة دراهم لشجرة مخلوعة تشرئب جذورها فى الفضاء لتمسك بتربة غائبة؟!”
“مبهج ان انقل اغنيه فيتردد فى اذنى تلاوين الصوت و الايقاعات..ثم اتوقف , اتسأل..كيف تكون اغنيه و هى مسجونه فى الورق عاريه من لحنها الا لمن يعرفها و سمعها و غناها من قبل”