“تختلف حضارة مصر في العصر القديم عما عداها من الحضارات المعاصرة لها، في أنها أقدمها عهدا وأطولها عمرا وأكثرها تأثيرا. ولأنها انفردت بكل تلك الخصائص، فالكشف عن ذخائرها لم يكن أمرا يسيرا، فحتى مجيء الفرنسيين إلى أرض مصر، غزاة طامعين، كان التاريخ المصري القديم من الألغاز التي تتحطم عليها كل محاولة للفهم، مهما بلغ ذكاء وعلم أصحاب المحاولات”
“ولا شك أن القناة التي اختزلت كل موقع مصر الجغرافي والإستراتيجي أو جوهره في شريط مائي حتى أصبح مرادفا للقناة أو أوشك ، لا شك أنها جددت شباب موقعنا. لكنها أصبحت بوابة ذهبية تجاريا فالبقناة لم يعد موقع مصر أخطر موقع استراتيجي في العالم العربي وحده ، وانما في العالم القديم برمته على أرجح الظنون”
“كم في مصر من ذكاء مقبور وعقل موفور لو وجد من يعمل على اظهاره من حيز القوة إلى حيز الفعل ؟!”
“فكل شيء في حضارة مصر القديمة كان من أجل الموت .. فالناس ولدوا ليموتوا .. أو ولدوا ليستعدوا للموت.”
“المصري الحالي لم يكن يفكر قبلاً في الثورة لأنه لم يكن يعرفها .. ربّوه على الخوف منها .. على الخوف من أن ينطق .. .. لم متمسكاً بحقه في الحرية لأن الحرية لم تكن صديقته ، وإنما كانت تمر عليه في دلالٍ مر الكرام .. الآن قد ارتبط بالحرية .. الآن قد صرخ ! ولقد كبرت الصرخة حتى تعاظمت على الموت نفسه .. المصري أوجد بنفسه كل المؤ...شرات التي تؤكد أن هذا العصر عصره ..المصري قادم أيها السادة فأفسحوا له من فضلكم الطريق !”
“من الحالات التي تلوح للنظرة الأولى كأنها إحدى المفارقات ، أن العالَم الجديد أميل إلى المحافظة الدينية من العالم القديم ، يبدو أنها في الواقع حالة طبيعية منطقية لا محل فيها للمفارقة”