“هذه السيدة هي أستاذة أولادي و إضافة إلى ذلك تحاورهم في شئون الدنيا و الدين ، فمالوا جميعـًا إلى التدين ، فقلت للسيدة : إني سعيد بتدينهم و لكني أخشى أن ينحرفوا إلى التطرف . فقالت لي : إن التدين الصحيح أقوى سلاح ضد التطرف”
“نحن نتعلم من المهد إلى اللحد ، و لكن يا سعيد ابدأ بأن تحاسب نفسك ، و ليكن فى كل فعل يصدر عنك خير لإنسان”
“و سرعان ما عادت الفتونة إلي سابق عهدها قبل عاشور الناجي. فتونة علي الحارة لا لها، و لا خدمة تؤديها إلا خدمة الدفاع ضد الفتوات الآخرين. و حتى في هذه الناحية اضطر "عتريس" إلى مهادنة أعداء و محالفة آخرين، بل حتي الإتاوة دفعها إلي فتوة الحسينية ليتجنب معركة خاسرة. و كلما هان خارج الحارة زاد طغيانا و صلفا داخلها. و أهمل أختة فتحية و أكثر من الزواج و الطلاق. و استأثر بالإتاوات هو و عصابته علي حين أغدق علي الحرافيش الزجر و التأديب، و أنزل الوجهاء-على حد قول سعيد الفقي شيخ الحارو- حيث أنزلهم الله سبحانة و تعالى..”
“واها! إن الزمان يتقدم غير ملتفت إلى الوراء، و ينزل - كلما تقدم - قضاءه بالخلائق، و ينفذ فيها مشيئته التي تهوى التغيير و التبديل، فمنها ما يبلى و منها ما يتجدد، و منها ما يموت و منها ما يحيا و منها ما يبتسم شبابه و منها ما يرد إلى أرذل العمر، و منها ما يهتف للجمال و العرفان، و منها ما يتأوه لدبيب اليأس و الفناء”
“نحن نحتاج إلى الحكيم في عصور التدهور كما نحتاج إلى الطبيب في أيام الأوبئة و سيظل للكلمة الطيبة أريجها على الدوام”
“و لم يكن يعي ما يفعل و لا يقدر عاقبة تصرفه، و كل ما يمكن قوله انه مسه سحر الإفتتان فأطاع وحيه و أصاخ إلى نداءه، فأنطلق يعدو إلى غايته المجهولة مدفوعا بعاطفة قهارة لا تقاوم، فقد اصابه مس من الإفتتان، و استقر الإفتتان في قلب شجاع لا يهاب الموت، جسور لا يلوي على المخاطر، فكان من الطبيعي أن ينطلق لأنه ليس من عادته أن ينكمش، و ليكن ما يكون”
“ينتفض في اضطراب، و يضطرب في سرور، و يسر في حيرة، يتحيّر في رجاء، ويرجو في خوف، و يخاف في لذة. هذه هي الحياة”