“التصوف نزعة أصلية فى الإنسان الساعى إلى ملامسة الحقائق العميقة فى الكون، والتوسل إلى انعكاس معانى الكون على المرآة الذاتية (الباطنة) لهذا المتجرّد عن المحسوسات، الطامح إلى سطوع الأنوار العلوية على مرآته، أملاً فى تجلِّى المعارف الكلية بالكشف الذاتى المتعالى على قواعد الإدراك الحسى والاستدلال الاستقرائى والاستنباط العقلى”
“الصوفى هو المنهمك فى عشقه ومشاهداته، وهو الناظر فى الكون بعين القلب، ولذلك يرتبط التصوف بالفن والأدب، وبالشِّعر الذى يحلِّق فوق الآفاق المعتادة، ويتجاوز اللحظية والمناسباتية”
“هل تعلمين أن كثيراً من الحضارات الأولى ، المجيدة ، التى عبد أهلُها الربة وقدَّسوا الأفعى ، لم تكن لها جيوش نظامية .. عاشت تلك الحضارات زمناً طويلاً فى سلام ، وأعطت للإنسانية فى الزمن الأنثوى الأول ، كل بذور الحضارة : الزراعة ، الثقافة ، الاستقرار، الحنين إلى الوطن ، الضمير ، الديانة .. السلام ! لم يعتادوا أن يعتدوا على جيرانهم ، لم يجد الآثاريون أثراً لصناعة حربية بين حفرياتهم ، مثلما وجدوا فى المجتمعات الذكورية اللاحقة .. ثم انتهت الأزمنة الأنثوية ، السلمية ، البديعة ، بالإزاحة التدريجية للأنثى ، والانتقال بالمجتمعات إلى السلطة الذكورية الجوفاء ، على النحو الذى حكيته لكِ فى رسالتى السابقة عن تطور روح الحضارات فى سومر وبابل وآشور ، وعن روعة انبثاق الحضارة المصرية القديمة ذات الطابع الأنثوى الأصيل ، الإيزيسى”
“فالبداية والنهاية , انما تكونان فقط فى الخط المستقيم. ولا خطوط مستقيمة إلا فى اوهامنا , او فى الوريقات التى نسطر فيها ما نتوهمه . أما فى الحياه وفى الكون كله , فكل شيىء دائرى يعود إلى ما منه بدأ ويتداخل مع ما به اتصل .”
“تهدد الحريات المتاحة فى البلدان (الأخرى) أحوال القهر الاجتماعى فى البلد المتشدد دينياً. وهو ما يؤدى إلى النظر للمجتمعات الحرة (المتحررة) على أنها مجتمعات كافرة يلعب بها الشيطان .. فتزداد المسافاتُ، وتحتدم المواقف، ويحدث الصدام الداخلى والخارجى. وهو الصدام المُسمى مؤخراً بالإرهاب.”
“اعتدنا أن ندور دومًا فى الحلقات المفرغة، أملًا فى أن نملأ بذلك فراغنا، فيجرّنا الفراغ إلى المزيد من الفراغ.”
“الأبوة روح ربانية سارية في الكون، تنزل بالرحمة السماوية إلى الصغار عبر آبائهم.”