“إذا لم يكن الإيمان بالله اطمئنانا في النفس على زلازلها وكوارثها لم يكن إيمانا، بل هو دعوى بالفكر أو اللسان لا يعدوهما، كدعوى الجبان أنه بطل، حتى إذا فجأه الرَّوْعُ أحدث في ثيابه من الخوفومن ثَمَّ كان قتل المؤمن نفسه لبلاء أو مرض أو غيرهما كفراً بالله وتكذيبا لإيمانه، وكان عمله هذا صورة أخرى من طيش الجبان الذي أحدث في ثيابه!”
“لم يكن ثمّة في مجمع النبوة تشطير للمجتمع، أو عزل لفئة منه لمعرة خطأ كان، وإنما الاندماج والتمازج بينهم على تفاوت مقاماتهم في الخير؛ فمنهم السابق، ومنهم المقتصد، ومنهم من ظلم نفسه، ولكن لم يكن أحد يعيش النبذ أو النبز أو الإقصاء وإنما كان التآلف والاحتواء.”
“إن هذا المسلم الذي يقبل العلمانية أو يدعو إليها - وإن لم يكن ملحدا يجحد وجود الله تعالى وينكر الوحي والدار الآخرة - قد تنتهي به علمانيته إلى الكفر البواح والعياذ بالله إذا أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة مثل تحريم الربا أو الزنى أو شرب الخمر أو فرضية الزكاة أو إقامة الحدود أو غير ذلك من القطعيات التي أجمعت عليها الأمة وثبتت بالتواتر اليقيني الذي لا ريب فيه. بل إن العلماني الذي يرفض "مبدأ" تحكيم الشريعة من الأساس ليس له من الإسلام إلا اسمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين.”
“التطور في الديانات محقَّق لا شك فيه، ولكنه لم يكن على سلَّم واحد متعاقب الدرجات. بل كان على سلالم مختلفة تصعد من ناحية وتهبط من ناحية أخرى.”
“يظهر بوضوح نهج ( الكيل بميكالين ) في التقارير الإخبارية التي تبثها وسائل الإعلام الغربية والتي تتناول الإرهاب ، فهم لم يتحدثوا أبدًا عن هتلر الكاثوليكي أو ستالين المسيحي ، ولكن في اللحظة التي يمسك فيها عربي بسلاح في يده يتم الإشارة إليه بصفته الإرهابي المسلم ، حتى إذا كان هذا العربي مسيحيا فلسطينا أو بعثيا لا يؤمن بالله”
“إلي أي إنســان .. في أي مكان في الأرض كتب الله عليه المعاناة من الألم النفسي .. ليطهر نفسه .. أو يزيدها طهراً, أو ليزيد فهمه لمعني الحياة .. أو ليلهمه عملاً فنيــًا رائــعـًا لم يكن ليبدعه لولا الألم الذي أكسبه نفاذاّ و بصيــرة”