“أهم ما ساعدني على الشفاء رغم الدمار الداخلي والخارجي هو أنني أصبحتُ قادرة على أن أرى علاقتي بـ"عزيز" على أنها شيء خاص حدث لي أنا وحدي وانتهى. أعطاني ذلك الرجل الجميل الذي دخل حياتي وخرج منها معنى وجودي، عرفت معه معنى أن أكون امرأة وأن أكون مصرية. في فترة النقاهة تلك ترسّبت في روحي المتعبة كل تلك المعاني بلا زيف ولا إدعاء. عرفتُ معه معنى أن المرأة شيء آخر غير الماكياج والثياب، غير الجسد والجنس والحمل والولادة، شيء متصّل بالأرض والطبيعة، شيء لا يُعطيه لك أحد ولا يقدر أن يسلبه منك أحد. وعندما كنّا نتكلم أنا وهو في السياسة وأحوال البلد كانت الحوادث والشائعات تتساقط كأوراق الشجر، ويصل هو إلى لُبّ الأشياء في كلمات بسيطة طبيعية، فأرى أمامي صعوبة الواقع وقسوة وضرورة التمسك ببرعم أخضر صغير ينبت في قلب الناس والوطن. لم يكن الحديث معه مكابرة أو تفاصحًا، ولكن حلم ببصيص فهم أو قدرة على تحوُّل وتغيُّر.”
“إنني أكبر، وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر، لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة،بل غريزة كالجوع تمامًا، ومنذ وقت بعيد أدركت ألاشيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب، دائمًا عندما أدخل أي مكتبة أشعر بأنها مكان آمن كي أحيا فيه طويلاً، أو حتى أنسى، لن أخسر أحدًا أو شيئًا، ولن يخسرني أحد أو شيء، لن أكون مضطرة لتمحيص كل الأفكار التي سأقرؤها قبل أن أسلِّم بها، سأقرؤها على الورق وستبقى على الورق، ولن أشعر بالخيبة إزاء الوعي أو اليقين أو الخوف من الفشل، سيكون كل شيء آمنًا كما ينبغي لنعيمٍ أن يكون! يا إلهي، لعل أسوأ ما في وعيي أن أعي خرابي، أن أعي رغبتي في أن يكون تامًا لا شية فيه! لكنني لا أستطيع، ولا أرغب في أن أكون غير ما أنا عليه، هكذا خلقت، وهذا ما أصلح له: أن أعي العالم وأتعامل معه من خلال كتــاب.”
“أحتاج فقط لأن أمتلىء بالحماس من جديد .. وإن كنت أرفض دائما كلمات التشجيع أو الحماسة الذي يصبها في شخص ما .. أو حديث ما .. أو حدث ما … ليس تقليلا من شأنها .. وإنما لأنني لا أريدها أن تدخل إليّ .. وإنما تخرج مني .. أريد أن أعتمد على ذاتي بشكل مطلق .. أن أتعلم هذا .. لا الوقت بإمكانه أن يجعلني أفضل .. ولا الآخرين .. وحدي من دون أي شيء آخر قادرة على هذا الفعل .. الذي إن فعتله سأستحق بجدارة وقتها أن أكون بحق أفضل .. ـ”
“إنني أكبر وتكبر معي صداقاتي، يكبر بعضها كي يبقى، فيما يكبر قليل منها كي يذبل، لكن بم أشعر عندما تذبل صداقة قديمة أمام عينيّ، دون أن يكون لدي ما أفعله أو أقوله؟! بمَ أشعر حين أراها تتحلل يومًا بعد يوم، ليس بسبب سوء أحد أو شيء، بل لأنها لم تعد تملك ما يبقيها لأمد طويل؟! لقد كبرتْ إلى الحد الذي ينبغي معه أن تموت، ونضجت إلى الحد الذي بدأت تتغضن معه، واستوت على عرشها إلى الحد الذي لم يعد يمكنها معه أن تنحني كي تمر عليها الأيام المليئة بانشغالاتي ومللي وشكي وخيباتي،،،أحيانًا تبدو لعيني كملكٍ مخلوع يجلس كل يوم على كرسيه، ولا يفكر في شيء سوى أنه الملك، ولا يرى شيئًا سوى أنه الملك، رغم أن الحياة كل الحياة قد تغيَّرت، ولم يعد يحكمها ـ في داخلي على الأقل ـ ملوك أو حفاة، لم يعد يحكمها سوى الشك المتواصل، والرغبة الممضة ـ التي لا يفهمها إلا القلة ـ بالنأي عن كل شيء والاكتفاء بالصمت.”
“لا أدري كيف مات غضبي.الآن فقط اكتشفت أنه مات. وأنني فقدت ذلك الحريق الجميل، الذي كثيرا ما أشعل قلميوأشعلني في وجه الآخرين.ألا تكون لك قدرة على الغضب، أو رغبة فيه، يعني أنك غادرت شبابك لا غير. أو أن تلكالحرائق غادرتك خيبة بعد أخرى. حتى أنك لم تعد تملك الحماس للجدل في شيء. ولا حتى فيقضايا كانت تبدو لك في السابق من الأهمية، أو من المثالية، بحيث كنت مستعدا للموت منأجلها!”
“لا أحد في سوريا المعاصرة, سواء أولئك الذين يصيغون المديح أو أولئك المجبرون على استهلاكه, يصدقون أن الأسد هو "الصيدلي الأول" , أو " أنه يعلم كل شيء حول كل القضايا", أو أنه حصل بالفعل على 99.2 من الأصوات في الانتخابات.”